أصبح الرئيس الأمريكى جو بايدن محاصر من داخل حزبه حيث يحثه المزيد من الديمقراطيين ــ فى السر والعلن ــ على إنهاء مساعيه لإعادة انتخابه فى أعقاب مناظرته المدمرة ضد دونالد ترامب، وفشلت جهود بايدن لتعزيز الثقة فى ترشيحه فى سد الخلاف المتزايد بينه وبين حزبه. وفى حين رفض حتى الآن بشدة الدعوات إلى التنحى، قال يوم الثلاثاء إنه فى حالة ظهور “حالة طبية”، فقد تجبره على إعادة النظر فى قراره بالبقاء فى السباق.
يوم الأربعاء ثبتت إصابة بايدن بكورونا، ويقول أطباؤه أن أعراضه خفيفة، وقالت واشنكن بوست انه من الناحية الواقعية، فإن الطريقة الوحيدة لاستبدال بايدن فى قمة قائمة الديمقراطيين فى هذه المرحلة من دورة الحملة الانتخابية هى إذا وافق على الانسحاب طواعية، أو إذا مات أو عانى من إعاقة.
بعد أن اجتاز الانتخابات التمهيدية بسهولة دون معارضة تقريبًا، فاز بايدن بجميع مندوبيه البالغ عددهم 4000 مندوب تقريبًا، والذين تم اختيارهم إلى حد كبير بسبب ولائهم ودعمهم للمرشح الذى اختاروه ومن المقرر أن يصوتوا لصالح مرشحهم الرئاسى فى نداء افتراضى فى أوائل أغسطس، قبل المؤتمر الوطنى الديمقراطي.
إذا أنهى بايدن حملته قبل بدء التصويت، فيمكن للمندوبين الملتزمين الإدلاء بأصواتهم لصالح مرشح جديد. وفقًا لقواعد المؤتمر الوطنى الديمقراطى، إذا لم يفز أى مرشح بالأغلبية فى الاقتراع الأول، فيمكن لأكثر من 700 “مندوب فائق” الانضمام إلى التصويتات اللاحقة وسيستمر التصويت بعد ذلك حتى يفوز مرشح واحد بأغلبية بسيطة من المندوبين.
ووفقا للتقرير، إذا مات بايدن أو استقال أو عانى من “إعاقة” بعد تأجيل المؤتمر فى 22 أغسطس، فإن رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية – جيمى هاريسون حاليًا – سيتشاور مع كبار الديمقراطيين فى الكونجرس وجمعية حكام الحزب الديمقراطى بشأن بديل، وفقًا لقواعد الحزب.
وسلط الضغط المتزايد على بايدن للانسحاب الضوء على نائبة الرئيس كامالا هاريس، التى يعتبرها العديد من الخبراء والمحللين الخيار الأكثر ترجيحا ليحل محله، عانت هاريس، مثل بايدن، من انخفاض معدلات الموافقة طوال السنوات الأربع الماضية. ولقد بدأ الجمهوريون بالفعل فى شن هجمات ضدها، متهمين إياها بالفشل فى وظيفتها كـ”قيصرة الحدود” للإدارة ــ على الرغم من أنها لم تُكلَّف بهذه المهمة.
وتم طرح اسم ديمقراطيين بارزين آخرين، مثل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم أو حاكمة ولاية ميشيجان جريتشن ويتمر، كبدائل محتملة أقوى لهاريس إذا لم يعد بايدن فى السباق. لكن كل هؤلاء الديمقراطيين تقريبا قالوا بالفعل إنهم لن يترشحوا للرئاسة فى عام 2024.
وهناك أيضا خطر يتمثل فى أن تجاوز نائب الرئيس لصالح مرشح آخر قد يشعل شرارة خلاف كبير فى مؤتمر حزبى متنازع عليه بشدة، وهو أمر يريد الديمقراطيون بالتأكيد تجنبه ـ وخاصة بعد عرض المؤتمر الجمهورى للوحدة شبه الكاملة وراء ترامب هذا الأسبوع.
نقلا عن اليوم السابع