البابا تواضروس يفسر “أبعاد الخدمة السبعة” وسُبل تحقيقها

 يواصل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، دوره الرعوي لأنباء الكنيسة القبطية، ومن أبرز المساعي التي يسعى من خلالها التقريب إلى الأجيال المختلفة وتُعد بمثابة حلقة وصل واتصال مباشرة، هو “اجتماع الأربعاء الأسبوعي” والذي يلقي خلاله العظة الروحية حول تفسيرات ومعاني جديدة تلعب دورًا بارزًا في ترسيخ المبادئ المسيحية الصحيحة وتُغذي المفاهيم الإنجيل في وجدان الأقباط.

 ومع بداية فترة صوم الرسل أعلن قداسة البابا عن بدء سلسلة روحية جديدة بعنوان “مؤهلات الخدمة” تندرج تحتها العديد من المعاني والمبادئ والحلقة المتصلة لتحقيق مفاهيم الخدمة الصحيحة التي تسهم في تنظيم الأوضاع الكنسية وأبنائها.

وتناول الاجتماع هذا الاسبوع  الذي أقيم في “بيت العائلة المقدسة” للمؤتمرات بوادي النطرون، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر كهنة الخليج، حلقة جديدة بعنوان “أبعاد الخدمة السبعة”، وسُبل تحقيقها، وسط حضور كبير من أبرزهم الأنبا ديمتريوس مطران ملوي وأنصنا والأشمونين، والأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا يوليوس الأسقف العام لمصرالقديمة وأسقفية الخدمات والمشرف على كنائس الخليج، وكهنة الكنائس القبطية بدول الخليج، الذين يعقدون مؤتمرهم السنوي السابع هذه الفترة بمصر.

 

البابا تواضروس يواصل دوره الرعوي في تشجيع الأقباط:

 قبل أن يستكمل درس العظة، واصل قداسته دوره الرعوي والتشجيعي للأقباط حيث كرمفريق “بانورامابرشا” أبطال فيلم “رفعت عيني للسما” الفائزبجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم تسجيلي في مهرجان “كان” السينمائي الدولي، ويعتبرأول فيلم مصري على الإطلاق يفوز بإحدى جوائز هذا المهرجان.

وقدم بعض كلمات التقدير والإشادة بـ “بنات البرشا”، كما أثنى على كل من شجعهن ليستكملن طريقهن وتحقيق طموحاتهن والتعبير عن أنفسهن، مفسرًا  لأهمية الفن بإعتبار “عطية من الله”، شارحًا معناه من خلال كلمة “الأرض” وأن دور الفن يكمن في طبيعة قدرة على تحويل الأشياء التي بلا معنى إلى أشياء ذات قيمة، مشيرًا إلى قدرة الفن في تغير قطعة الحجرالملقاة إلى تحفة فنية رائعة عن طريق يد الفنان، والكلمات ينظمها الشاعر قصيدة مؤثرة، ولفت إلى أن العبادة هي أيضًا شكل من أشكال الفن، فالطقس ملئ بالإبداعات الفنية.

 وحرص قداسته على تكريم الشاب مارك مراد، البالغ من العمر 18 عامًا، والتابع لكنائس قطاع مصرالقديمة، باعتباره مثال للعزيمة يجدر التقدير لما قدمه حيث مر هذا الشاب وهو في عمر الـ12عامًا، بإصابة بالغة ناجمة عن مرض نادر بالعصب البصري، وتسبب في فقدان بصره ولكنه تحدى ظروفه ودرس علم البرمجة واخترع برنامجًا باستخدام الذكاء  الاصطناعي يساعد المكفوفين على قراءة شرائح الـPOWERPOINT وكذل كقراءة الصور بكافة الملامح التي تحويها، كما يمكنهم من استخراج الكلام المكتوب على الصور ويحوله إلى كلمات مكتوبة ليتمكن المكفوفين من القراءة بسهولة، واستطاع هذا البرنامج أن يساعد المكفوفين في ٢٥ دولة حتى الآن، وقام “مارك” بتكوين فريقًا لتصميم هذا البرنامج وشارك به في مسابقة تضم  ٢٠٠ فريق منافس واستطاع أن يفوز بالمركزالأول، وأشاد البابا بقصة “مارك” المتفائلة التي أثمرت اختراعات تفيد كل البشر، لافتًا إلى أن جمال الإنسانية يكمن في أن يكون عمل كل إنسان نافعً الكل الناس. 

 ثم كرم فريق من الشباب تابع لكنيسة الشهيد مارمينا بفم الخليج، مصرالقديمة، الذين صمموا برنامج ضمن مشروعات التخرج من فصول إعداد الخدام بالكنيسة، والبرنامج يحمل اسم “حكاية أيقونة” يمكنهم من خلاله التعرف على سيرة القديس صاحب الأيقونة، وأصبح إصدارهذا برنامج متاحًا بثلاث لغات “العربية، الإنجليزية، الفرنسية”.

 وبعدما استهل الاجتماع وتشجيع الاقباط، بدأت الحلقة الخامسة من “مؤهلات الخدمة”، والتي استعرض خلالها “أبعادالخدمةالسبعة”، وتبدأ من خلال “سعادة الخدمة” والتي تتحقق بالتواجد، وثانيًا “حيوية الخدمة” وسبيل تحقيقها هو التجديد، ثالثًا “حراسة الخدمة”ويكون عن طريق الانتباهو اليقظة، ثم “نجاح الخدمة” والتي لا تتحقق إلا بسبيل واحد وهو السهر،  وخامس أبعاد الخدمة هو “كمال الخدمة” ويكون تحقيقه بالتوبة، يليها “سلامة الخدمة” ولا تتجسد إلا بالعطاء والنسكيات، وأخيرًا هو “عمل الخدمة” وسبيل تحقيقه الوحيد هو اتضاع   النفس.

نقلاً عن جريدة الوفد