حرّم الله -تعالى- على المسلمين أكل الحمار نظرًا لنجاسته؛ فقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة بعدم تناوله في معركة خيبر بسبب قذارته الناتجة عن تناول الروث وذكر بعض العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- منعهم من تناوله في خيبر خوفًا من انقراضها بسبب كثرة الذبح منها، كما قيل إنه حرمه لأنها لم تُخمّس، أي لم تُدخل في قسمة الغنائم، حيث إن أخذ شيء منها قبل تقسيمها يُعتبر حرامًا شرعًا كما حرّم أكل الحمار أيضًا لأن الناس يستخدمونها للزينة ووسيلة للتنقل، كما ورد في قول الله -تعالى-: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً).
حكم أكل لحم الحمير
- الأهلية هو حكم محرم، حيث اتفقت المذاهب الأربعة (الحنفية، الشافعية، الحنبلية، والمالكية) وجمهور العلماء على هذا التحريم.
- ويعتبر هذا الرأي هو الراجح عند المالكية، مستدلين بما رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن أكل لحوم الحمير الأهلية بينما ذهب المالكية في رأي آخر إلى أن لحم الحمير الأهلية يجوز أكله، لكنه مكروه كراهة تنزيه.
حكم أكل لحم الحمار الوحشي
- هو أنه يُسمح بأكل لحومه بإجماع علماء الأمة، حيث نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه عن أكل لحم الحمير الأهلية.
- يُطلق على الحمار الوحشي اسم “الفراء”، ويوجد نوعان من الحمير: الحمير الأهلية والوحشية.
- وبما أن النهي يتعلق فقط بالحمير الأهلية، فإن ذلك يشير إلى أن الحمير الوحشية مستثناة من نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- ويجوز تناولها. وقد ورد عن عمرو بن أمية -رضي الله عنه- قوله: “إن الصعب بن جثامة أهدا للنبي -صلى الله عليه وسلم- عجز حمار وحشي وهو بالجحفة، فأكل منه وأكل منه القوم”.
- الحُمُر الوحشية تختلف في هيئتها عن الحمير الأهلية، فإذا توحش حمار أهلي فلا يجوز أكله؛ لأن الأصل في الحمير الأهلية هو التحريم.
- أما إذا استؤهل حمار وحشي، فيجوز أكله؛ لأن الأصل فيه أنه حلال. وأيضًا ما ينتج عن تزاوج حمار أهلي مع فرس أو فرس مع أتان أهلية فلا يجوز أكله؛ لأنهما يحتويان على ما لا يحل أكله، وهو الحمار الأهلي، بينما تزاوج حمار وحشي مع فرس أو أتان وحشية فهو جائز؛ لأنهما كلاهما مباحان.