مع تنامى الهجمات الإرهابية خلال السنوات الأولى من العقد الماضى ونجاح تنظيمات مثل تنظيم داعش الأرهابى فى استقطاب المجندين الشباب عبر الانترنت، بذلت الكثير من الدول جهودا مضنية لاجتثاث خطر التشدد والتطرف عبر الانترنت ومكافحة الكراهية والمحتوى العنيف، ولكن يبدو أن المعركة لم تنته بعد.
وتقول شبكة “إن بى سى نيوز” الأمريكية إن السنوات الأخيرة كشفت عن عصر جديد مخيف وخطير حيث تم تعليم الأطفال الكراهية وتجنيد الآخرين والتخطيط لهجمات إرهابية أو أعمال شغب وعنف. وفي حين تم إحباط العديد من المخططات التي خطط لها متطرفون من اليمين المتطرف الشباب، إلا أن المستقبل أكثر قتامة. ودعت المتخصصين في مكافحة الإرهاب أن يجددوا يقظتهم بشكل عاجل – وتنفيذ تدابير مضادة جديدة – بشأن تطرف الشباب في الغرب وخارجه.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعى دورا كبيرا فى أسوأ اضطرابات شهدتها المملكة المتحدة منذ عقد، حيث شارك اليمين المتطرف فى أعمال شغب وعنف بعد مقتل 3 فتيات فى ستديو للرقص. وانتشرت شائعات كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعى حول ديانة مرتكب الجريمة، وزعم فى بادئ الأمر انه طالب لجوء مسلم وهو ما تم نفيه. ومع ذلك، استهدفت المساجد وفنادق طالبى اللجوء بأعمال عنف.
وكان الملفت للنظر، مشاركة العديد من المراهقين فى هذه الاضطرابات مدفوعين بالدعاية عبر الانترنت.
ومثلت فتاة بريطانية تبلغ من العمر 13 عامًا، والتي لا يمكن ذكر اسمها لأسباب قانونية، أمام محكمة بازينجستوك الجزئية الثلاثاء الماضى وواجهت تهمة الشغب العنيف في أعقاب احتجاجات اليمين المتطرف خارج فندق بوترز إنترناشيونال يوم الأربعاء 31 يوليو.
وجاء ظهور الفتاة بعد يوم واحد فقط من إدانة صبيين يبلغان من العمر 12 عامًا فيما يتعلق بأعمال الشغب. كما اعترف صبي يبلغ من العمر 16 عامًا بالعنف ضد شرطة الخيالة أثناء الاضطرابات في بولتون. وأقر صبي آخر بالذنب في تهمة الاضطرابات العنيفة في محكمة مانشستر الجزئية، التي عقدت كمحكمة للأحداث، وتم إيداعه في سكن السلطة المحلية . وسيتم الحكم عليه في الثاني من سبتمبر.
كما مثلت لوسي كونولي، زوجة عضو مجلس مقاطعة ويست نورثهامبتونشاير من حزب المحافظين رايموند كونولي، أمام المحكمة بتهمة نشر منشور على موقع X يحرض على الكراهية العنصرية ضد طالبي اللجوء.
واعتبرت الشبكة الأمريكية، من ناحية أخرى، إن الانترنت كان منصة على مدى العقدين الماضيين لتعزيز التشدد والتطرف، حيث كان هناك اتجاهان متمثلان إما فى ظهور أشخاص يتصرفون بمفردهم بعد أن تأثروا بأيديولوجية الإرهابيين أو فى سهولة التطرف عبر الإنترنت. ويشجع كلا الاتجاهين على زيادة انخراط الشباب في التطرف: عندما يحدث التطرف في غرف المعيشة وليس في أماكن العبادة، وعندما لا تتطلب أعمال الإرهاب تخطيطاً معقداً، يتم تخفيض الحواجز أمام الدخول، مما يسمح حتى للمراهقين بالمشاركة النشطة.
وأضافت الشبكة أن تنظيم داعش هو الذي أحدث ثورة فى موجات التطرف على الإنترنت، حيث وجد طرقًا جديدة وفريدة من نوعها لجذب الشباب في جميع أنحاء العالم.
نقلا عن اليوم السابع