في ظل العولمة والتداخل الثقافي، يسعى العديد من المصريين لإحياء لغة قبطية قديمة كانت تُستخدم في مصر قبل قرون، هذا الاهتمام المتزايد بالقبطية يعكس رغبة في إعادة الاتصال بالجذور التاريخية والثقافية، واستعادة الهوية الأصلية التي قد تكون عرضة للاندثار. يعكس هذا الاتجاه أيضًا جهودًا من جانب المجتمع المدني والباحثين للحفاظ على التراث الثقافي المصري من خلال تعلم لغة كانت جزءاً أساسياً من تاريخهم العريق.
في مصر، يواصل عدد من المواطنين الجهود لتعلم اللغة القبطية، بهدف إحياء هويتهم الثقافية والتاريخية، وتعد اللغة القبطية آخر مراحل تطور الكتابة المصرية القديمة، والتي تشمل الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية.
ويتعزز اهتمام المصريين بتعلم هذه اللغة بفضل منصات التواصل الاجتماعي التي تسهم في نشر المعرفة بها وتسهيل تعلمها.
النقاش حول أصل الهوية المصرية يتصاعد، حيث يؤكد عالم الآثار زاهي حواس أن المصريين ليسوا عرباً أو أفارقة، مشيراً إلى اختلافات بين المصريين وجيرانهم من حيث اللغة والشكل والعادات، ويترافق هذا الاهتمام مع محاولات متزايدة لمحو الأمية القبطية عبر الإنترنت، ما يعزز الوعي بتاريخهم اللغوي والثقافي.
اللغة القبطية ما زالت تستخدم في طقوس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقد تطورت مباشرة من اللغة المصرية القديمة منذ القرن الثاني الميلادي، لكن استخدامها تقلص بعد دخول الإسلام إلى مصر عام 641 ميلادياً، لتحل محلها تدريجياً اللغة العربية.
في هذا السياق، يلاحظ أن اللغة القبطية كانت تستخدم في الكتابات الدينية والاجتماعية، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي المصري، هذا الاهتمام بإحياء اللغة القبطية ليس مجرد مسعى للحفاظ على اللغة، بل هو أيضًا محاولة لفهم أعمق للتراث المصري القديم واستعادة الروابط التاريخية مع الأجيال السابقة.
كما أن تعلم اللغة القبطية يعكس تطورًا في الوعي الثقافي للمصريين، حيث يسعون لاستكشاف الجذور العميقة لتاريخهم بعيدًا عن التأثيرات الحديثة، وجهود تعليم اللغة القبطية تعزز من الهوية الوطنية وتدعم البحوث الأكاديمية التي تسعى للحفاظ على التراث الثقافي الثري لمصر.