رغم الفوائد الكبيرة التي يوفرها الإنترنت من حيث الانفتاح الثقافي وتبادل المعرفة، إلا أن منظمة اليونيسيف قد حذرت مؤخرا من المخاطر الكبيرة التي يسببها الإنترنت للأطفال على مستويات متعددة، من نفسية واجتماعية وبدنية، وكشفت بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 175 ألف طفل يستخدمون الإنترنت يوميا.
أضرار إدمان الأطفال للإنترنت
أظهرت الدراسات العلمية أن الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية، مثل الهواتف المحمولة والحواسيب، يمكن أن يؤدي إلى عدة مشاكل صحية خطيرة لدى الأطفال، بما في ذلك الأرق، الاكتئاب، السمنة، وضعف البصر، كما ذكر موقع “Times of India” لذا، من الضروري أن يكون هناك إشراف دقيق على الأطفال للحد من استخدامهم للإنترنت.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشارية الصحة النفسية، أن إدمان الأطفال على الإنترنت يمكن أن يفقدهم القدرة على استكشاف الحياة الواقعية، مما يؤدي إلى تباين وتشتت بسبب الفرق بين الواقع والعالم الافتراضي، وأشارت إلى أن هذه الحالة قد تسبب صراعات مبكرة، مما يترتب عليه أرق واكتئاب يظهران في شكل عزلة وعصبية.
وأكدت استشارية الصحة النفسية أن قضاء وقت طويل أمام شاشات الكمبيوتر والهاتف يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم والأكل، مما قد يزيد من احتمالات السمنة لدى الأطفال، بالإضافة إلى مشكلات صحية أخرى مثل ضعف البصر وآلام الظهر والرقبة.
أهمية الرقابة على استخدام الإنترنت
أبرزت الدكتورة ريهام عبد الرحمن أهمية أن يراقب الآباء المحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم على الإنترنت لضمان عدم مشاهدتهم لمحتويات غير أخلاقية أو عنيفة ،كما أوصت بتحديد وقت معين لا يتجاوز الساعة يوميا لاستخدام الإنترنت، مع التركيز على محتوى مفيد ومناسب لسن الطفل، وأشارت إلى أهمية تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والفنية التي تسهم في تنمية مهاراتهم وتوجيه انتباههم بعيدا عن الإنترنت.