أهتمت شركات التعدين لعقود من الزمن بالمعادن الموجودة فى أعماق البحار والمحيطات، ويأتى فى مقدمة تلك المعادن التى تبحث عنها الشركات ما يعرف بإسم العقيدات البحرية متعددة الفلزات، والتى تتراكم فيها المعادن على مدار ملايين السنين.
العقيدات البحرية متعددة الفلزات
وتحتوى العقيدات البحرية على العديد من المعادن مثل النيكل والكوبلت والنحاس بالإضافة إلى العناصر الأرضية النادرة، حيث تتوزع على نطاق واسع بالمحيطات.
ويرى العديد من الخبراء أن أكثر ما يميز العقيدات البحرية هو أحتواءها على تلك الترسبات المعدنية النادرة بمعدلات غير موجودة على سطح الأرض، بما يجعلها كنز من المعادن النادرة فى أعماق البحار والمحيطات، بما يلبى أحتياجات البشرية من المواد الخام التى تكفى العديد من الأجيال المقبلة.
ورغم وجود كنز بتلك الأهمية داخل مياه البحار وتحتاج إلى عمليات تعدين من قبل الشركات المختصة، إلا أن العواقب البيئية التى من الممكن أن تترتب نتيجة هذا النوع من التعدين لم يتلقى الإهتمام الكافى، حيث يتوفر عدد محدود من الدراسات والبحوث الكيميائية والجيولوجية لتأثير نفايات التعدين على مياه البحار والمحيطات.
تسمم الكائنات البحرية
وعن نتيجة التعدين بالأماكن المفتوحة بالبحار والمحيطات وتصريف نفايات التعدين فى تلك المناطق، حيث تم قياس نتائج تصريف نفايات التعدين فى المياه ذات معدلات منخفضة من الأكسجين، والتى تحاكى نفس ظروف مواقع التعدين المحتملة بالمحيط الهادئ، وجد الباحثون أن التعقيدات البحرية تذوب بالمياه مما يؤدى إلى إطلاق المعادن المصاحبة لها، مثل النيكل والمنجنيز والكوبلت والكادميوم والرصاص، ووفقا لتقديرات العلماء أن النسبة الأكبر من تلك المعادن هى النحاس والكوبلت، وهو ما يكون ساما للكائنات البحرية.
وبحسب بعض التقارير فإن استخراج هذه الكنوز من أعمال البحار قد يكون خطرًا على البشرية، كما أنها مكلفة بشكل كبير لدرجة إن هناك بعض الدول لا تستطيع تحمل تلك النفقات.