معاه ابتدائية وكشفه بـ3 آلاف.. القبض على طبيب شهير يوهم المرضى بعلاجهم بالإبر الصينية

في واقعة مثيرة للجدل، تمكنت الأجهزة الأمنية بمركز سمنود بمحافظة الغربية، من القبض على شخص انتحل صفة طبيب لمدة عامين، حيث أسس مركزًا طبيا خاصا به، ومارس مهنة الطب بشكل غير قانوني، وتسبب هذا الشخص في إلحاق أضرار جسيمة بالعديد من المواطنين، مما استدعى تحرك الأجهزة الأمنية لتقديمه للعدالة، التي نجحت في إلقاء القبض عليه مؤخرا.

حبس الطبيب المزيف 4 أيام

في إجراء سريع وحاسم، قرر المحامي العام الأول لنيابات شرق طنطا حبس المتهم الذي انتحل صفة طبيب بمركز سمنود لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات الجارية في القضية، بعد أن تبين تورطه في ارتكاب جريمة النصب والاحتيال على المواطنين.

وأمرت النيابة بفتح تحقيق عاجل للكشف عن كل ملابسات الجريمة وتقديم المتهم للعدالة، حيث وجهت إليه تهمة انتحال صفة طبيب والنصب والاحتيال على المواطنين.

وستقوم النيابة خلال الفترة القادمة باستجواب المتهم واستدعاء الشهود وجمع الأدلة اللازمة لإثبات التهم المنسوبة إليه، ومن المتوقع أن يحال المتهم إلى المحكمة بعد الانتهاء من التحقيقات.

الاستماع لأقوال ضحايا الطبيب المزيف

أصدر المحامي العام قرارا بتشكيل لجنة تحقيق من أعضاء النيابة العامة، لسماع أقوال جميع الضحايا الذين تعرضوا للاحتيال من الطبيب المزيف. كما وجه باتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذا الملف، لضمان حصول الضحايا على حقوقهم القانونية.

تفاصيل سقوط الطبيب المزيف

أكد أيمن عصام المستشار القانوني لاتحاد المهن الطبية بالغربية، أن المتهم الذي تم القبض عليه بتهمة انتحال صفة طبيب كان أنشأ مركزا طبيا في إحدى قرى سمنود، حيث كان يمارس نشاطه الإجرامي في علاج المرضى باستخدام الإبر الصينية، مستغلا جهلهم وعدم خبرتهم في هذا المجال.

وكشف “عصام” أن نطاق جرائم المتهم تجاوز حدود المحافظة، حيث كان يستقبل مرضى من محافظات أخرى وحتى من الدول العربية، مما زاد من خطورة هذه الجريمة وأثرها على صحة الكثيرين.

وأضاف أن المتهم كان يستخدم الإبر الصينية كواجهة لارتكاب جرائمه، حيث كان يدعي قدرته على علاج العديد من الأمراض المستعصية، رغم افتقاره لأي مؤهلات طبية.

طبيب سمنود المزيف حاصل على الابتدائية

لفت أيمن عصام إلى أن نقابة الأطباء تقدمت ببلاغ رسمي ضد الطبيب المزيف الذي كان يمارس مهنة الطب بشكل غير قانوني في مركز سمنود.

وتبين من التحقيقات الأولية، أن هذا الشخص عاطل عن العمل وحاصل فقط على الشهادة الابتدائية، مما يؤكد أنه لا يمتلك أي من المؤهلات العلمية اللازمة لممارسة مهنة الطب.

وأضاف “عصام” أن المتهم سافر إلى الصين لشراء بعض الإبر الصينية والوصفات الطبية، وذلك لخداع المرضى وإيهامهم بأنه قادر على علاجهم باستخدام هذه الأدوات والطرق التقليدية.

وشدد على خطورة هذه الجريمة التي استمرت لعدة أشهر، حيث استغل المتهم جهل بعض المواطنين واحتياجهم للعلاج، لتحقيق مكاسب مادية، مما تسبب في أضرار جسيمة بصحتهم وسلامتهم.

3 آلاف جنيه قيمة الكشف لدى الطبيب المزيف

كشفت التحريات المكثفة التي أجرتها مباحث الأموال العامة، عن حجم كبير للأرباح غير المشروعة التي حققها المتهم، من خلال ممارسته غير القانونية لعملية الطب، حيث تبين أن قيمة الكشف الواحد في المركز الطبي المزيف الذي أسسه كانت تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه.

وبهذه الطريقة، استغل المتهم حاجة المواطنين للعلاج لتحقيق مكاسب مالية طائلة على مدى فترة طويلة، مما يمثل جريمة اقتصادية خطيرة، حيث تمكنت مباحث الأموال العامة من جمع أدلة قوية تثبت تورط المتهم في هذه الجريمة، والتي تشمل تحويلات مالية كبيرة وإيصالات دفع.

أضاف المستشار القانوني، أن المتهم لجأ إلى أساليب احتيالية للترويج لمركزه الطبي، حيث أنشأ العديد من الحسابات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر إعلانات مضللة تدعي قدرته على علاج جميع الأمراض باستخدام الإبر الصينية والوصفات العشبية، وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من المرضى.

وأكد أن نقابة الأطباء بالغربية تولي اهتماما كبيرا بحماية حقوق المرضى، والحفاظ على سمعة المهنة الطبية، مشيرا إلى أن الإجراءات القانونية التي اتخذت ضد المتهم، جاءت بناء على توجيهات الدكتور بهاء توفيق نقيب الأطباء، لردع كل من يحاول انتحال صفة الطبيب وممارسة مهنة الطب بشكل غير قانوني.

وأضاف أن المتهم ارتكب جريمة مزدوجة، حيث انتحل صفة طبيب، ومارس نشاطا إعلانيا مضللا على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الاحتيال على المرضى وجني الأموال بطرق غير مشروعة.