في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الاعتماد على أجهزة التكييف، أصبح ترشيد استهلاك الكهرباء لهذه الأجهزة أمرا بالغ الأهمية، فبالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية المتمثلة في تقليل فواتير الكهرباء، فإن خفض استهلاك الطاقة يساهم بشكل كبير في الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
نصائح للحفاظ على مكيف الهواء
ولذلك، نقدم لكم مجموعة من النصائح العملية، التي تساعدك على استخدام مكيف الهواء بكفاءة، مع التركيز على تحديد أفضل درجة حرارة للحصول على الراحة القصوى مع أقل استهلاك للطاقة، كما سيتم توضيح الفرق بين وضعي التبريد “cool” والتصريف “dry” وكيف يؤثر كل منهما على استهلاك الكهرباء.
يهدف الكثير منا إلى تحقيق التوفير في فواتير الكهرباء، خاصة مع ارتفاع الأسعار والتغيرات المناخية، ولأن أجهزة التكييف تعتبر من أكبر مستهلكي الكهرباء في المنازل، فإن معرفة كيفية استخدامها بكفاءة أمر ضروري.
ونستعرض لكم مجموعة من النصائح العملية التي تساعدكم على تقليل استهلاك الكهرباء في أجهزة التكييف، وذلك بناء على دراسات وأبحاث متخصصة في مجال الطاقة.
وتشمل هذه النصائح اختيار النوع المناسب من التكييف، وضبط درجة الحرارة المثلى، وتنظيف الفلاتر بانتظام، والاهتمام بالصيانة الدورية للجهاز.
نصائح عملية للحفاظ على التكييف
من خلال تطبيق هذه النصائح، يمكنكم تحقيق وفورات كبيرة في استهلاك الكهرباء والحفاظ على البيئة في نفس الوقت.
الستائر المعتمة
يتطلب تشغيل التكييف الاعتماد بنسبة كبيرة على الستائر المعتمة والتي تحجب دخول أشعة الشمس إلى الداخل، ما يقلل بشكل كبير من استخدام تكييف الهواء، كما يجعله يعمل بكفاءة عالية، ولذلك يجب تغيير ستائر الغرفة التي يتواجد بها المكيف لتحسين كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها.
غلق الأضواء
غلق الأضواء لا يقتصر على خفض استخدام الكهرباء فحسب، بل إن ترك الأضواء قد يؤدي إلى توليد حرارة تجعل مكيف الهواء يعمل بجهد أكبر مما ينبغي، وذلك لأن هذه الأنواع من المصابيح تطلق معظم طاقتها على شكل حرارة لتوليد الضوء، وبالتالي فإن غلقها أو استبدالها بـ لمبات ليد سيكون له تأثير ملحوظ على تقليل استهلاك الكهرباء للمكيف.
فصل الأجهزة غير الضرورية
تولد الأجهزة الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة المنزلية كميات كبيرة من الحرارة، ولذلك يستحسن فصل هذه الأجهزة عن التيار الكهربائي لجعل المكيف يعمل بكفاء عالية ما يقلل الجهد المبذول له في التبريد ومن ثم تقليل استهلاك الكهرباء للمكيف.
استخدام المراوح
يمكن استخدام المراوح في الأيام التي يعتدل فيها الطقس، بدلًا من تشغيل مكيف الهواء بهدف تقليل استهلاك الكهرباء، حيث استخدام مروحة الغرفة مع مراوح السقف، وتكمن الحيلة في تشغيلها عكس اتجاه عقارب الساعة حتى تسحب الهواء البارد من الأسفل وتعيده إلى الغرفة، مما يخلق نسيمًا منعشًا، مع العلم أن المراوح تستهلك جزءًا ضئيلًا فقط من الطاقة التي يتطلبها مكيف الهواء.
صيانة جهاز التكييف
أفضل طريقة للتأكد من أن وحدة تكييف الهواء توفر أقصى قدر من البرودة بأقل تكلفة هي الحفاظ عليها في حالة جيدة، حيث يمكن أن تؤدي الفلاتر المتسخة أو المسدودة إلى خفض كفاءة الوحدة بنسبة 5 إلى 15%، ولذلك يجب تقليل استهلاك الكهرباء للمكيف بتنظيف الفلاتر واستبدالها بانتظام لتجنب تعطل مكيف الهواء بالكامل أو الإصلاحات المكلفة لمشاكل مثل تسرب أول أكسيد الكربون أو المواد المعيبة.
تحسين عزل المنزل
يلعب العزل المناسب دورًا حاسمًا في تقليل تكاليف تكييف الهواء، حيث يعمل على منع الهواء البارد من الهروب والهواء الساخن من الدخول، ما يقلل من عبء العمل على مكيف الهواء، ولذلك يجب التأكد من أن الجدران والأرضيات معزولة جيدًا، من خلال سد الفجوات والشقوق حول النوافذ والأبواب باستخدام مانعات التسرب أو السدادات.
شراء تكييف موفر للطاقة
تباع المكيفات الموفرة للطاقة بسعر أعلى ولكنها تعمل على ترشيد استهلاك الكهرباء، فالتكلفة الأولية مرتفعة، ولكنها التوفير طويل الأجل في الفواتير واستهلاك الطاقة سيكون ممتدا، حيث تعمل هذه النوعية من المكيفات على توفير الطاقة بنسبة تصل إلى 60% مع Smart Inverter، وبالتالي تقليل فاتورة الكهرباء.
الفرق بين cool وdry في استهلاك الكهرباء
يعتبر اختيار الوضع المناسب في مكيف الهواء، سواء كان “تبريد” (cool) أو “تصريف” (dry)، من الأمور التي تهم الكثيرين، خاصة فيما يتعلق بتأثير هذا الاختيار على استهلاك الكهرباء.
لذلك، سنقوم بشرح مبسط للفرق بين هذين الوضعين، وكيف يؤثر كل منهما على استهلاك الطاقة، لمساعدة الجميع على اتخاذ القرار الأمثل.
الوضع البارد Cool
عند تشغيل مكيف الهواء على وضع التبريد “Cool”، فإنه يقوم بسحب الهواء الدافئ من الغرفة، ثم يمرره عبر سلسلة من العمليات الفيزيائية داخل الوحدة الخارجية للمكيف، حيث يتم ضغط الهواء وحرمانه من الحرارة، ثم تبريده وتحويله إلى سائل قبل أن يتحول مرة أخرى إلى بخار بارد يتم نفخه داخل الغرفة.
وبهذه الطريقة، يتم خفض درجة حرارة الهواء داخل الغرفة بشكل ملحوظ، ويعتبر وضع التبريد هو الوضع الأمثل خلال فصل الصيف والأيام الحارة، وخاصة عندما تكون الرطوبة مرتفعة، حيث يساعد على خلق بيئة مريحة وباردة داخل المنزل.
يؤثر الفرق بين درجة حرارة الغرفة والدرجة المحددة على جهاز التحكم بشكل كبير على استهلاك الكهرباء في وضع التبريد، فكلما زاد هذا الفرق، زادت الطاقة المطلوبة لتبريد الهواء.
على سبيل المثال، يتطلب تبريد غرفة من 33 درجة مئوية إلى 22 درجة مئوية، طاقة أكبر بكثير مقارنة بتبريد غرفة من 28 درجة مئوية إلى 22 درجة مئوية.
لذلك، فإن ضبط درجة الحرارة على مستوى معتدل يساعد على تقليل استهلاك الطاقة وتحقيق التوازن بين الراحة والتوفير.
الوضع الجاف Dry
يهدف وضع التصريف “Dry” في مكيف الهواء إلى التحكم في الرطوبة الزائدة في الغرفة، ويعمل هذا الوضع على سحب الهواء الرطب وتمريره عبر مبخر يعمل على إزالة الرطوبة منه، ثم يعاد نفخ الهواء الجاف الناتج إلى الغرفة.
وبالتالي، فإن وضع التصريف مثالي للأيام الحارة والرطبة حيث يساهم في خلق شعور بالراحة دون الحاجة إلى تبريد الهواء بشكل كبير.
ويعتبر هذا الوضع أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة مقارنة بوضع التبريد، حيث أنه لا يتطلب تشغيل الضاغط بشكل مستمر. علاوة على ذلك، فإن وضع التصريف يحافظ على عمر المكيف لفترة أطول، حيث يقلل من التكاثف داخل الوحدة الداخلية ويمنع نمو البكتيريا والفطريات.
أفضل درجة حرارة للمكيف لتوفير الكهرباء في الصيف
لتحقيق التوازن بين الراحة وتوفير الطاقة، يُنصح بضبط درجة حرارة المكيف على المستوى الأمثل، حيث تشير الدراسات إلى أن ضبط درجة الحرارة بين 23 و 24 درجة مئوية خلال الأيام الحارة، يوفر التبريد المطلوب مع تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير.
أما في الأيام المعتدلة، فيمكن رفع درجة الحرارة قليلاً إلى ما بين 25 و 26 درجة مئوية، دون التأثير على الراحة، هذا الإجراء ليس فقط يقلل من فاتورة الكهرباء، بل يساهم أيضا في الحفاظ على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وبشكل عام، إن تخفيض استهلاك الكهرباء ضرورة ملحة تواجهنا جميعا، فالإفراط في استخدام الطاقة يؤدي إلى تدهور البيئة وارتفاع التكاليف.
لذلك، يجب علينا جميعا تبني عادات ترشيدية في استهلاك الكهرباء، وذلك من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات البسيطة في حياتنا اليومية، وترشيد الاستهلاك ليس مجرد اختيار شخصي، بل هو واجب وطني يساهم في بناء مستقبل مستدام لأجيالنا القادمة.