دراسة إيطالية حديثة تكشف مفاجأة من العيار الثقيل بشأن تاريخ كفن تورينو بدقة: هل يعود إلى زمن السيد المسيح؟

أحدثت دراسة جديدة أجراها علماء إيطاليون ضجة كبيرة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، حيث تؤكد أن كفن تورينو يعود بدقة إلى زمن المسيح. هذه النتائج تتناقض مع النظرية السابقة التي اعتبرت الكفن قطعة أثرية مزيفة تعود إلى العصور الوسطى. تم نشر الدراسة في أبريل 2022، ولفتت الأنظار مجددًا في التغطية الإعلامية الأخيرة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأيرلندا.

ما هو كفن تورينو وما يجعله ذا أهمية تاريخية؟

ما هو كفن تورينو وما يجعله ذا أهمية تاريخية؟

كفن تورينو هو قطعة من نسيج الكتان يبلغ طوله 4.42 مترًا وعرضه 1.21 مترًا، ويُعتقد أنه يحمل آثارًا دموية وصورة لجثة رجل ملتح. يظن كثير من المسيحيين أن هذه الصورة تمثل جسد المسيح، حيث يُعتقد أن الكفن يحتوي على علامات جروح تتوافق مع رواية الصلب في الإنجيل، بما في ذلك جروح في الظهر وكدمات في الكتفين وجروح في الرأس نتيجة إكليل الشوك.

تم اكتشاف الكفن لأول مرة في خمسينيات القرن الرابع عشر، عندما قدمه الفارس جوفروي دي شارني إلى كاهن كنيسة في ليري، فرنسا. أعلن الكاهن أن الكفن هو الذي لُفّ فيه المسيح. ومع ذلك، في عام 1389، شكك أسقف مدينة تروا الفرنسية، بيير داركيس، في صحة الكفن واعتبره مزيفًا.

في عام 1578، نُقل الكفن إلى كاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في تورينو الإيطالية، حيث يُعرض فقط في المناسبات الخاصة. في عام 1988، أجريت اختبارات بالكربون المشع على جزء من الكفن، وخلصت إلى أنه يعود إلى فترة بين 1260 و1390 ميلاديًا.

نتائج الدراسة الحديثة وتحدياتها

نتائج الدراسة الحديثة عن كفن تورينو 

أجرى فريق من العلماء في معهد علم البلورات التابع للمجلس الوطني للبحوث في إيطاليا دراسة متعمقة على كفن تورينو باستخدام تقنية الأشعة السينية. قاس العلماء تحلل السليلوز في الكتان واستنتجوا أن الكفن صُنع قبل حوالي ألفي عام، أي في نفس الفترة الزمنية التي عاش فيها المسيح. أكدت الدراسة أن هذه الأساليب أكثر دقة مقارنةً باستخدام تقنية الكربون المشع، حيث أن الكتان يمكن أن يتأثر بالتلوث مما يؤدي إلى عدم دقة في تحديد العمر باستخدام الكربون المشع.

كما أظهرت الدراسة أن نوع النسيج المستخدم في الكفن يتطابق مع الأنسجة التي كانت تُستخدم في العصور القديمة، وليس من الأنواع المستخدمة في العصور الوسطى.

دلالات النتائج وآثارها

لا يدعي العلماء الإيطاليون أن كفن تورينو هو بالضرورة الكفن الذي لُفّ فيه المسيح، بل أنهم يؤكدون فقط أن الكفن يعود إلى نفس الفترة الزمنية التي عاش فيها المسيح. هذه النتائج تضيف إلى الكم الهائل من الدراسات الأكاديمية التي تناولت كفن تورينو منذ الثمانينيات، حيث اعتبرته بعض الدراسات حقيقيًا بينما اعتبرته أخرى مزيفًا.

الفاتيكان أيضًا قد غير رأيه عدة مرات حول ما إذا كان ينبغي اعتبار كفن تورينو كفن المسيح أم لا. تبقى هذه القطعة الأثرية موضوعًا للجدل المستمر والبحث الدقيق في المستقبل القريب، حيث تسعى الدراسات الجديدة إلى تقديم أدلة أكثر تحديدًا حول تاريخها وأصالتها.