من الزواحف إلى الإنسان: كيف يمكن لسم السحالي أن يغير حياة مرضى السكري للأفضل؟

من الزواحف إلى الإنسان: كيف يمكن لسم السحالي أن يغير حياة مرضى السكري للأفضل؟، اكتشف الباحثون وجود هرمون في سم نوع من السحالي السامة يعرف باسم “جيلا الوحشية”، والتي تعيش في الولايات المتحدة، وقد يكون لهذا الاكتشاف تأثير كبير على علاج داء السكري.

وأثبت العلماء أن الهرمون المعروف باسم “إكسيندين 4” يساعد في تقليل مستوى سكر الدم من خلال تحفيز خلايا بيتا في البنكرياس لإنتاج الإنسولين، بالإضافة إلى كونه منظمًا للشهية.

من اللافت أن هرمون إكسيندين 4 يستخدم أيضًا في تركيبة بعض الحقن المخصصة لإنقاص الوزن وضبط سكر الدم، مثل منتج مونجارو.

كيف بدأت القصة؟

في ثمانينيات القرن العشرين، كان عالم الكيمياء الحيوية جون بيسانو، وطبيب الجهاز الهضمي الشاب جان بيير راوفمان، يجريان أبحاثًا حول سم وحش الجيلا.

وفي التسعينيات، تمكن بيسانو وروفمان وزميلهم جون إنج من اكتشاف هرمون يعرف باسم إكسيندين 4 في سم وحش الجيلا، ووجدوا أنه يتشابه مع هرمون طبيعي يفرزه الجسم بشكل محدود يُسمى GLP-1.

ما يثير الاهتمام أكثر هو أن هرمون إكسيندين 4 يتمتع بمعدل بطيء في الاستقلاب داخل الجسم، مما يجعله علاجًا محتملا لمرضى السكري ومع ذلك، لم يجد هذا الاكتشاف دعمًا من شركات الأدوية أو مركز الأبحاث الذي كان إنج يعمل فيه.

في النهاية، استطاع إنج وروفمان إقناع شركة صغيرة تدعى أميلين للأدوية باستخدام هرمون إكسيندين 4 لتطوير العلاج لمرض السكري.

في إحدى الدراسات، أظهرت النتائج أن مستويات السكر في الدم لدى الفئران المصابة بداء السكري من النوع الثاني انخفضت بعد تعرضها لإكسيندين 4، حيث أثبت هذا الهرمون فعاليته أيضًا لدى البشر.

وفي عام 2005، حصلت النسخة الصناعية من إكسيندين 4 والتي تُعرف بإكسيناتيد على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام الطبي.

كما أصبحت حقنة مونجارو، التي تحتوي على إكسيناتيد، دواءً معتمدًا من قبل إدارة الغذاء والدواء منذ 13 مايو 2022 للاستخدام في خفض مستويات السكر في الدم.

كيف تعمل حقنة مونجارو بالجسم؟

تساعد حقنة مونجارو المعروفة علميًا باسم “التيرزيباتيد”، في تحفيز البنكرياس على إنتاج كميات أكبر من الإنسولين، وتقليل مستوى السكر الذي يفرزه الكبد، كما تعزز من الإحساس بالشبع لفترات طويلة يتم ذلك من خلال تنشيط مستقبلات معينة في الجسم تُعرف بـ GIP وGLP-1.

تعتبر الحقنة الأسبوعية من مونجارو أكثر فعالية في تقليل مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري عندما تؤخذ مع نظام غذائي صحي ومواظبة على ممارسة الرياضة.

الآثار الجانبية لحقنة مونجارو

يجب اتخاذ الحيطة عند استخدام حقنة مونجارو، حيث يمكن أن تسبب لبعض المصابين بالسكري الأعراض الجانبية التالية:

  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • انخفاض الشهية.
  • القيء.
  • الإمساك.
  • عسر الهضم.
  • آلام البطن، وتؤثر هذه الأعراض على 5% أو أكثر من المرضى.
  • هناك أيضًا آثار جانبية أكثر خطورة تستدعي توقف مريض السكري عن استخدامها عند ظهورها، ومن بينها:
  • الحساسية، حيث تشمل أعراضها “صعوبة في التنفس، دوار، وتورم في الوجه أو الشفاه أو اللسان أو الحلق”.
  • التهاب البنكرياس، وتتمثل أعراضه في “الغثيان، القيء، وألم حاد في الجزء العلوي من البطن قد يمتد إلى الظهر”.
  • مشاكل في الكلى، التي تظهر على شكل “قلة البول، وتورم في القدمين أو الكاحلين، بالإضافة إلى شعور بالتعب وضيق في التنفس”.
  • عدم وضوح الرؤية.