يعد مشط القمل المنقوش واحدا من الأدوات التاريخية التي توفر لنا لمحة عن العناية الشخصية في العصور القديمة، هذا المشط، الذي يعكس براعة التصميم وتقدير الجماليات في ذلك الوقت، يثير تساؤلات حول كيفية استخدامه والغرض منه، في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا المشط وتاريخه، ونناقش دلالاته الثقافية والاجتماعية.
تصميم المشط ووظيفته
يتميز هذا المشط بتصميم مشابه للأمشاط الحديثة المستخدمة لعلاج القمل، حيث يحتوي على جانبين مختلفين، أحد الجانبين مزود بـ 14 سنا ناعما مخصصة لإزالة القمل وبيضه، بينما يحتوي الجانب الآخر على ستة أسنان متباعدة لفك تشابك الشعر المعقود، يشير هذا التصميم إلى مدى تعقيد وتطور أدوات العناية بالشعر حتى في العصور القديمة.
القمل عبر العصور
لطالما شكل قمل الشعر مصدر إزعاج للبشر عبر التاريخ، يمكن أن تعود أقدم الأدلة على وجود القمل إلى نحو 10 آلاف سنة، حيث عُثر على بيضة قملة سليمة على شعر مومياء برازيلية، ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن القمل كان مصاحبا للبشر لفترة أطول من ذلك، مما يعكس استمرار هذه المشكلة عبر العصور.
أهمية المشط وتفسيره الثقافي
تشير الباحثة مومكوغلو إلى أن النقوش على المشط ومواد تصنيعه من عاج الفيل قد تدل على أنه كان هدية من شخص ذو مكانة رفيعة، وتقول: “من وجهة نظري، كان منتجا خاصا بعلية القوم”، تبرز النقوش والعناصر المترفة كدلالات على قيمة هذا المشط الخاصة.
الحجم واستخدام المشط
ما يثير الدهشة هو حجم المشط الصغير، الذي يبلغ 3.5 سم في 2.5 سم، تشير مومكوغلو إلى أن هذا الحجم الصغير قد يوحي بأنه كان يحتفظ به ويستخدم سرا، ربما كان في ذلك الوقت الناس يشعرون بالخجل من إصابتهم بالقمل، مما يجعل هذا المشط أداة خاصة وذات استخدام شخصي.