“النتيجة هتبهرك”.. ما الذي سيحدث لو امتنع الشباب عن استخدام هواتفهم لمدة أسبوع؟ دراسة تكشف نتائج خطيرة

أجرت العديد من الجامعات الإسبانية دراسة مثيرة للاهتمام لمعرفة تأثير سحب الهواتف المحمولة من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، لمدة أسبوع، مع زيادة الاعتماد على الهواتف الذكية في حياتنا اليومية، أصبح من الضروري فهم كيفية تأثير هذا الاعتماد على صحة ورفاهية الأفراد.

مدة استخدام الهواتف المحمولة:

تشير البيانات إلى أن الشباب يقضون في المتوسط حوالي 5 ساعات يومياً على هواتفهم المحمولة، منها 4 ساعات مخصصة لاستخدام الشبكات الاجتماعية، ويعتبر تطبيق “تيك توك” الأكثر شيوعاً بينهم، ليس فقط كوسيلة للتسلية والتفاعل، بل أيضاً كمصدر رئيسي لمتابعة الأخبار والأحداث.

التأثيرات النفسية للتقنيات:

تظهر الدراسات، مثل تلك التي أجرتها جامعة تورنتو، زيادة ملحوظة في المشكلات النفسية بين الشباب خلال العقود الماضية، هذا الارتفاع يبرز الحاجة إلى التربية الإعلامية والتوجيه السليم لاستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن الضروري الابتعاد عن تصوير التكنولوجيا كخطر دائم، والتركيز على كيفية استخدام الشباب لهذه الأدوات بطرق إيجابية.

نتائج التجربة:

قامت جامعة “ملقة”، بالتعاون مع جامعة “كومبلوتنسي” في مدريد وجامعة “ميغيل هيرنانديز” في إلتشي، بإجراء تجربة شارك فيها 97 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، تم تقسيم التجربة إلى ثلاثة أسابيع: في الأسبوع الأول، استخدم المشاركون هواتفهم بشكل طبيعي؛ في الأسبوع الثاني، تمت مطالبتهم بفصل أجهزتهم بالكامل؛ وفي الأسبوع الأخير، عادوا لاستخدام الهواتف كالمعتاد.

تجربة الانقطاع عن الهواتف:

أفاد المشاركون بأنهم شعروا بقلق شديد عند انقطاعهم عن هواتفهم، ووصفوا التجربة بأنها شبيهة بتجربة الإقلاع عن التدخين، كشفت التجربة عن أن الشباب يشعرون بعدم الارتياح وانعدام الأمن عند عدم قدرتهم على الوصول إلى الشبكات الاجتماعية أو التواصل مع أصدقائهم عبر الإنترنت، هذا الارتباط التكنولوجي يعزز شعورهم بالقلق، حيث وصفوا شعورهم بالحاجة الماسة لوجود هواتفهم بالقرب منهم حتى لو لم تكن هناك إمكانية لاستخدامها.

الفوائد المترتبة على عدم استخدام الهواتف:

رغم التحديات، أدرك بعض الشباب أنهم يعيشون حياة أفضل بدون هواتفهم المحمولة، أظهرت التجربة أنهم قضوا وقتاً أطول مع أسرهم، قلّت الشجارات، وركزوا أكثر على واجباتهم المدرسية وأنشطتهم الأخرى مثل القراءة، لقد ساعدتهم هذه الفترة على التعرف على مدى اعتمادهم على هواتفهم واكتساب وعي حول كيفية تأثير هذه الأجهزة على حياتهم.

التأثير على العلاقات الاجتماعية:

في المقابل، أظهرت التجربة أن انقطاع الهواتف قد يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية مع الأقران، حيث أن التفاعلات اليومية عبر الإنترنت تعتبر جزءاً أساسياً من حياتهم الاجتماعية، الانقطاع عن الإنترنت قد يؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية، مما يسبب القلق وعدم الارتياح.

التربية الإعلامية:

أوصت الدراسة بأن يبدأ استخدام الهواتف المحمولة في عمر الـ16، على الرغم من أن الأطفال اليوم يستخدمون الأجهزة الذكية منذ سن مبكرة، يجب تعليم الأطفال كيفية استخدام الهواتف بطريقة صحيحة، مثلما يتم تعليمهم القراءة أو العبور في الشارع، التعليم الجيد يبدأ بالقدوة، ويجب على الأهل توجيه أطفالهم نحو استخدام التكنولوجيا بطرق تعزز التوازن بين العالمين الرقمي والحقيقي.

إن إدراك التحديات والفوائد المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة يساعد في تحقيق توازن صحي بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية، يجب أن يكون التعليم حول استخدام التكنولوجيا جزءاً أساسياً من التربية، لضمان استفادة الأجيال القادمة من التكنولوجيا دون التأثير السلبي على صحتهم النفسية والاجتماعية.