في عصرنا الحالي، يعتبر إتقان أكثر من لغة من المهارات الأساسية التي تعزز الفرص المهنية والدراسية، يُعد تعليم الأطفال لغات متعددة في مرحلة الطفولة أمراً ذو فائدة كبيرة، لكن هناك بعض المخاوف المرتبطة بفقدان الطفل لغته الأم وصعوبات التواصل، وفي هذا المقال، سنتناول كيفية تعليم الأطفال عدة لغات وكيفية إدارة عملية تعلمهم، مع تقديم نصائح عملية لتحقيق أفضل النتائج.
تعدد اللغات في مرحلة الطفولة:
قد يتردد بعض الآباء في تعليم أطفالهم أكثر من لغة بسبب القلق من فقدان اللغة الأم وصعوبات التواصل مع المجتمع المحيط، ولكن، تعتبر تربية الأطفال على أكثر من لغة أمراً شائعاً، والأبحاث تشير إلى أن تعلم لغات متعددة في الطفولة ليس ظاهرة نادرة.
القدرة على تعلم عدة لغات:
من الممكن للأطفال أن يصبحوا ثنائيي اللغة أو حتى متعددي اللغات إذا تعرضوا للغات مختلفة في بيئات متعددة مثل المنزل، المدرسة، أو المجتمع المحيط، ولكن، تحدد سوزي ستايلز، عالمة النفس التنموية، أن هناك قيوداً على عدد اللغات التي يمكن تعلمها في وقت واحد، فهي تؤكد أن الوقت يمثل عائقاً رئيسياً: “كلما زادت اللغات التي يتعرض لها الطفل، قل الوقت المخصص لكل لغة، مما يحد من إمكانية تعلم كل لغة بشكل متقن”.
تضيف سوزي أن رغبة الطفل في التعلم تلعب دوراً هاما في نجاح هذه العملية، الأطفال يتفاعلون مع العالم من حولهم بشكل غير مباشر، وتؤثر مشاعرهم تجاه التعلم على قدرتهم على إتقان اللغات.
نصائح لتعليم الأطفال أكثر من لغة:
- خلق بيئة تعليمية مشجعة: من الضروري توفير بيئة تعليمية تحفز الطفل وتثري مفرداته اللغوية، استخدم الأدوات التعليمية المتاحة مثل الكتب والألعاب التي تدعم تعلم اللغات، حتى لو لم تكن طليقاً في اللغة التي تريد لطفلك تعلمها.
- تحديات تعلم اللغات كوالد أحادي اللغة: إذا كنت تتحدث لغة واحدة فقط، قد يكون من الصعب تعليم طفلك لغات متعددة، يمكنك الاستفادة من المدارس ثنائية اللغة أو توظيف مربية ثنائية اللغة لتعزيز تعلم الطفل، على الرغم من أن هذا قد يقتصر على لغة واحدة أو اثنتين.
- استفادة الأطفال من معرفة الأبوين المتعددة اللغات: إذا كان أحد الوالدين يتحدث أكثر من لغة، فإن ذلك يسهل على الطفل تعلم تلك اللغات، بشرط أن يحصل الطفل على تعرض كافٍ لكل لغة، هذا يمكن أن يكون أكثر فاعلية إذا كانت لغات الوالدين مختلفة عن لغة المجتمع الذي يعيش فيه الطفل.
- تعلم اللغات في بيئة متعددة اللغات: إذا كان الطفل ينشأ في بيئة يتحدث فيها لغات متعددة، مثل أب يتحدث العربية وأم تتحدث الإنجليزية في مجتمع يتحدث التركية، يمكن للطفل تعلم جميع هذه اللغات بشكل طبيعي، ويمكن أيضًا إضافة لغة جديدة من خلال المدرسة أو الأنشطة الأخرى.
تشجيع الأطفال على تعلم لغات جديدة:
شجع طفلك على التواصل بأي لغة، سواء بالكلمات أو الإيماءات، وأظهر اهتمامك بتعلمه، وتقول سوزي ستايلز: “يستمتع الأطفال عندما يرون الآخرين يستخدمون لغاتهم، مما يدفعهم لاستخدام اللغات التي يرونها تؤثر اجتماعياً”.
التحديات المرتبطة بتعلم أكثر من لغة:
رغم أن التعرض لعدة لغات يمكن أن يكون سهلاً، إلا أن تعلمها قد يكون أكثر تعقيداً، إذا لم يحصل الطفل على وقت كافٍ للتعرض لكل لغة، قد لا يتقن أي منها بطلاقة، لذا، يجب الانتباه عند تقديم عدد كبير جداً من اللغات.
الأسئلة التي يجب طرحها:
- كم عدد اللغات التي يمكن لطفلي تعلمها بمواردنا المتاحة؟
- هل يمكنني توفير التعرض الكافي لكل لغة؟
- هل يظهر طفلي اهتماماً بتعلم عدة لغات؟
- هل سيستفيد من تعلم هذا العدد من اللغات؟
- بعد الإجابة على هذه الأسئلة، يمكنك تحديد العدد المناسب من اللغات التي يمكن لطفلك تعلمها بفعالية.