“اكتشاف هيبسط كبار السن”.. خلايا عصبية كبيرة وحمايتهم من ألزهايمر والسر في ذاكرة المسنين الخارقين

تكشف دراسة حديثة عن اكتشاف مثير يتعلق بكبار السن الذين يحتفظون بذاكرة قوية حتى في سن الثمانين وما فوق، والبحث الذي نُشر في مجلة “نيوروساينس” (علم الأعصاب)، يسلط الضوء على أن هؤلاء الأفراد يمتلكون خلايا عصبية أكبر حجمًا في مناطق معينة من أدمغتهم، مما يساهم في قدرتهم على الحفاظ على ذاكرة حادة، وفي هذا المقال، نستعرض تفاصيل الدراسة، النتائج التي توصلت إليها، وأهمية هذه النتائج في فهم الشيخوخة وأمراض الدماغ.

خلايا عصبية كبيرة: اكتشاف رئيسي في الدراسة

أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يحتفظون بذاكرة واضحة في عمر الثمانين وما فوق لديهم خلايا عصبية كبيرة بشكل ملحوظ، أو ما يُطلق عليه “الخلايا العصبية الخارقة”، هذه الخلايا كانت موجودة في منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، والتي تُعرف بالقشرة المخية الأنفية الداخلية، الباحثون أطلقوا على هذه الفئة من كبار السن تسمية “المسنين الخارقين”، وأشاروا إلى أن خلاياهم العصبية كانت أكبر من نظيراتها لدى الأشخاص الأصغر سناً.

الأبحاث والتفاصيل

أوضحت الباحثة الرئيسة في الدراسة، تمار غيفن من جامعة نورث وسترن، أن الخلايا العصبية الكبيرة قد تكون موجودة منذ الولادة واستمرت في الحفاظ على بنيتها طوال الحياة، وقالت إن هذه الخلايا قد تمثل علامة بيولوجية على ما يُعرف بالشيخوخة الخارقة، كما أشار الباحثون إلى أن هؤلاء المسنين لم يظهروا علامات اعتلال “تاو”، الذي يرتبط عادة بداء ألزهايمر.

أهمية نتائج الدراسة

تم إجراء الفحص على أدمغة ستة من المسنين الخارقين، بالإضافة إلى سبعة من مسنين متوسطي الإدراك، وستة أفراد أصغر سناً توفوا بسبب أمراض غير متعلقة بالدماغ، وخمسة في مراحل مبكرة من ألزهايمر، قاس العلماء حجم الخلايا العصبية في القشرة المخية الأنفية الداخلية، والتي تحتوي على ست طبقات من الخلايا العصبية، ودرسوا أيضًا حجم اعتلال “تاو” في هذه الأدمغة.

التطبيقات المستقبلية والآمال

أبرزت الدراسة أن الانكماش العصبي في القشرة المخية الأنفية الداخلية قد يكون علامة مميزة لداء ألزهايمر، ويعتقد الباحثون أن هذا مرتبط بتكوين اعتلال “تاو”، وإن تحديد هذه العوامل المسهمة في الإصابة بداء ألزهايمر مهم للكشف المبكر عن المرض ومراقبة مساره وتوجيه العلاج، يأمل العلماء في تقييم الخصائص الكيميائية أو الأيضية أو الجينية لهذه الخلايا التي تساهم في مقاومتها للأضرار، ويأملون في كشف المزيد عن كيفية الحفاظ على سلامة هذه الخلايا من خلال فحوص مخبرية ما بعد الوفاة.