عندما نتحدث عن “مومياوات”، غالبا ما يتبادر إلى الذهن صور الفراعنة والمصريين القدماء، ومع ذلك، العالم مليء بالعديد من المومياوات التي تم اكتشافها في أماكن مختلفة، بعضها بعيد تماما عن وادي النيل، واحدة من هذه المومياوات الفريدة تم اكتشافها في الدنمارك وتعرف بمومياء “كويلجيرمان”.
مومياوات المستنقعات: تحنيط طبيعي
على عكس المومياوات التي نعرفها، لم يتم تحنيط مومياوات المستنقعات بواسطة البشر، تعود هذه المومياوات إلى عصور ما قبل التاريخ وقد حفظت بسبب الظروف البيئية الفريدة في مستنقعات الخث، هذه النباتات المتفحمة تتعفن ببطء، مما يؤدي إلى تكوين بيئة حافظة تحافظ على الجثث لفترات زمنية طويلة جدا.
اكتشاف مومياوات المستنقعات
تم اكتشاف أولى مومياوات المستنقعات في القرن السابع عشر، واحدة من أوائل المومياوات المكتشفة كانت في مدينة هولستين الألمانية في عام 1764 بعد ذلك، تم اكتشاف مومياء أخرى في جزيرة فين الدنماركية في عام 1773، وأخرى في أيرلندا في عام 1791، والتي أطلق عليها اسم “مومياء كييلغارن” وفي كل مرة تم اكتشاف هذه المومياوات، كان السكان المحليون يعتقدون أنها جثث حديثة وتم دفنها وفقا للتقاليد المسيحية.
إعادة النظر في مومياوات المستنقعات
ظل التعامل مع هذه المومياوات على أنها جثث حديثة حتى منتصف القرن التاسع عشر، حيث بدأ العلماء في دراسة هذه الجثث وتحديد أصولها، أظهرت الدراسات الأولى في عام 1871 أن معظم هذه المومياوات تعود إلى العصر الحديدي، بينما يعود بعضها إلى العصر الحجري المتوسط.
مومياء كويلجيرمان: اكتشاف مهم في الدنمارك
في عام 1941، تم اكتشاف مومياء كويلجيرمان في الدنمارك، على الرغم من أن هذا الاكتشاف كان عبارة عن هيكل عظمي فقط، إلا أنه أثار اهتمام العلماء بشكل كبير، كان أول اكتشاف لمومياء كاملة من المستنقعات في الدنمارك يعود إلى العصر الحديدي وأطلق عليها اسم “كاشيلمان”.
اهتمام العلماء والدراسات اللاحقة
أول من أظهر اهتماما علميا بمومياوات المستنقعات كان الأمير الدنماركي “فريدريك” في عام 1843، بعد اكتشاف إحدى المومياوات، أمر بإخراجها من قبرها وإرسالها إلى المتحف الوطني الدنماركي للدراسة.
لغز مومياء “تولوندمان”
واحدة من أبرز مومياوات المستنقعات هي “تولوندمان”، التي اكتشفت في الدنمارك عام 1950 في البداية، اعتقدت الشرطة أنها جريمة قتل حديثة، ولكن بعد فشلهم في تحديد وقت الوفاة، استدعي عالم آثار أكد أن الجثة تعود إلى العصر الحديدي، وتحديدا إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
الخاتمة: أسرار مومياوات المستنقعات
تبقى مومياوات المستنقعات واحدة من أكثر الاكتشافات الأثرية غموضا في أوروبا، بفضل الظروف البيئية الفريدة التي حفظت هذه الجثث، تمكن العلماء من كشف جزء من تاريخ البشرية القديم الذي كان مغلفا في طيات الزمن.