كشف العلماء عن مشهد مروع لرفات 76 طفلا تمت التضحية بهم قبل أكثر من 450 عاما في بيرو، وكان من بين هؤلاء الأطفال خمسة دفنوا في قبر واحد يجلسون فيه وجها لوجه في دائرة، مما يعكس طقوسا قديمة لمجتمع تشيمو الشهير بممارساته الشنيعة.
طقوس الدفن: نمط متكرر في حضارة تشيمو
تم العثور على الهياكل العظمية في موقعين دفنيين، حيث وضعت أجساد الأطفال بترتيب معين؛ إذ وجهت أرجلهم نحو الشرق ورؤوسهم نحو الغرب، يعد هذا النمط من الدفن تكرارا لنمط شائع في قرابين تشيمو، مما يعكس عادات وتقاليد هذا المجتمع القديم.
الأرقام تتزايد: 302 طفل ضحية التضحية
مع هذا الاكتشاف، يرتفع عدد الأطفال الذين ضحوا بهم في هذه الطقوس إلى 302 طفل، جميعهم قتلوا في ستة أحداث قرابين مختلفة بين عامي 1050 و1500، ورغم عدم معرفة السبب الدقيق لهذه التضحية حتى الآن، فإن العلماء يعتقدون أنها قد تكون نوعا من الهدايا للآلهة.
حضارة تشيمو: ثقافة ما قبل الإنكا
ظهرت حضارة تشيمو من بقايا ثقافة موتشي القديمة على طول ساحل بيرو في عام 900 بعد الميلاد، وكانت أكبر إمبراطورية ما قبل كولومبوس في بيرو حتى ظهور الإنكا، تشتهر هذه الحضارة بابتكاراتها الزراعية، بما في ذلك أنظمة الري الكبيرة، إلى جانب تضحيات الأطفال التي كانت جزءا من معتقداتهم الدينية.
مواصلة البحث: فهم أعمق لطقوس التضحية
يواصل الفريق العلمي البحث في كيفية قتل هؤلاء الأطفال وما إذا كانت هناك أسباب أخرى وراء هذه التضحية، بخلاف أنها كانت هدايا للآلهة، يعد موقع بامبا لا كروز الأثري في منطقة هوانتشاكو أحد أشهر المواقع التي تحتوي على مقابر جماعية لأطفال، حيث تم اكتشاف أكبرها في عام 2019.
التضحية الجماعية: حادثة عام 2019
في اكتشاف سابق عام 2019، تم العثور على رفات أكثر من 140 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما، تم التضحية بهم في طقوس جماعية لإرضاء الآلهة. وقد قطعت قلوب العديد من هؤلاء الأطفال أثناء الطقوس المروعة.
دراسة جديدة: رؤى من جامعة تولين
صرح جون فيرانو، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة تولين ومؤلف الدراسة، بأن هذا الاكتشاف الأثري كان مفاجئا لفريقه، وقال: “لم نر شيئا كهذا من قبل، ولم يكن هناك أي إشارات في المصادر العرقية أو الروايات التاريخية عن أطفال أو تضحيات جماعية بهذا النطاق في الساحل الشمالي لبيرو.”
بهذا الاكتشاف الجديد، يعاد النظر في تاريخ وثقافة تشيمو، مما يفتح الباب لفهم أعمق لمعتقداتهم وطقوسهم التي كانت تمارس قبل مئات السنين.