في خطوة طموحة وغير مسبوقة، بدأ العلماء الصينيون حفر حفرة بعمق 10 كيلومترات (32808 أقدام) في القشرة الأرضية، مستهدفين استكشاف أعماق الأرض بطرق لم تشهدها الصين من قبل ويأتي هذا المشروع كجزء من جهود الصين لتوسيع حدود معرفتها فوق وتحت سطح الكوكب، وتعزيز مكانتها كقوة علمية عالمية.
الصين تقرر حفر حفرة غامضة عمقها 10 كيلومتر
يقع مشروع الحفر في منطقة شينجيانغ الغنية بالنفط في الصين، وقد أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الحفر بدأ ، مما يجعله أعمق بئر في تاريخ الصين واختيار منطقة شينجيانغ لم يكن عشوائيًا، فهذه المنطقة معروفة بثرواتها الجيولوجية الغنية، ويأمل العلماء أن يساعد هذا المشروع في كشف المزيد من أسرار باطن الأرض.
هدف المشروع وتحدياته
يهدف المشروع إلى حفر بئر عميقة تصل إلى أكثر من 10 كيلومترات في القشرة الأرضية، وهو ما سيخترق أكثر من 10 طبقات قارية، أو طبقات من الصخور وهذا العمق سيصل إلى النظام الطباشيري في قشرة الأرض، حيث تتميز هذه الطبقة بالصخور التي يعود تاريخها إلى حوالي 145 مليون سنة.
ورغم التقدم التكنولوجي الكبير، فإن حفر بئر بهذا العمق يعد تحديًا هائلًا. وصف سون جين شنغ، العالم في الأكاديمية الصينية للهندسة، صعوبة بناء هذا المشروع بقوله: “يمكن مقارنة صعوبة بناء مشروع الحفر بشاحنة كبيرة تسير على كابلين فولاذيين رقيقين” و هذه المقارنة تعكس مدى الدقة والاحترافية المطلوبة لإتمام هذا المشروع الضخم بنجاح.
أهمية المشروع وفق رؤية الصين
يشكل هذا المشروع جزءًا من رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ لتعزيز استكشاف أعماق الأرض وفي خطاب ألقاه أمام كبار العلماء في البلاد عام 2021، دعا شي جين بينغ إلى تحقيق تقدم أكبر في هذا المجال ومن خلال هذا المشروع، تأمل الصين في تحديد مواقع الموارد المعدنية والطاقة، وكذلك تقييم مخاطر الكوارث البيئية مثل الزلازل وثورات البراكين.
مقارنة مع الحفرات العالمية
على الرغم من أهمية هذا المشروع، إلا أن أعمق حفرة من صنع الإنسان على وجه الأرض حتى الآن لا تزال “Kola Superdeep Borehole” في روسيا، والتي وصلت إلى عمق 12262 مترًا (40230 قدمًا) في عام 1989، بعد 20 عامًا من الحفر المتواصل بينما لا يزال مشروع الحفر الصيني في مراحله الأولى، فإن التحدي الأكبر سيكون في تجاوز هذا العمق وتحقيق أهداف المشروع الطموحة.