بعد سنوات من البحث المتواصل، اكتشف العلماء كيفية بناء نصب “Dolmen of Menga” الذي يعود تاريخه إلى 5600 عام في جنوب إسبانيا، النصب يتألف من 32 حجرًا ضخمًا مدفونة على تل يرتفع حوالي 50 مترًا عن الأرض المحيطة، ويشمل ضريحًا أو قبرًا يبلغ طوله نحو 25 مترًا وعرضه 5 أمتار عند أوسع نقطة، الأحجار الضخمة وزنها هائل ويثير الدهشة.
تفاصيل البناء ودقة التنفيذ
أكبر حجر في النصب يزن حوالي 150 طنا، وهو ما يعادل تقريبًا وزن الحوت الأزرق، والأحجار معًا تزن حوالي 1140 طنا، ويجدر بالذكر أن بول داونز من جامعة إشبيلية أشار إلى أن وزن النصب أكبر من وزن طائرتي بوينغ 747 مجتمعتين، فالبناء كان لغزًا علميًا لسنوات طويلة نظرًا للتكنولوجيا المحدودة في العصر الحجري الحديث.
تقنيات متقدمة في بناء النصب
الأحجار وضعت بدقة متناهية دون وجود فجوات، أستاذ ما قبل التاريخ البريطاني، مايك باركر بيرسون، وصف النصب بأنه “واحدة من أعاجيب العصر الحجري الحديث”، الدراسة كشفت أن الأحجار العمودية مائلة بزاوية بين 84 و85 درجة، واستخدم البناؤون أدوات هندسية لتحقيق هذا الدقة
طرق نقل وقطع الأحجار
خوسيه رودريغز، عالم الجيولوجيا الذي قاد البحث، اكتشف أن الأحجار كانت مدفونة جزئيًا عند البداية، ثم بعد وضع الأحجار العلوية التي شكلت السقف، أزيلت التربة للوصول إلى المستوى المطلوب، وأضافوا أعمدة حجرية أخرى للدعم، البناء كان محاطًا بالتربة التي عزلت المبنى وحافظت على استقراره
تحديات البناء والتقنيات المستخدمة
البحث كشف أن الأحجار نقلت من محجر يبعد 850 مترًا، البناؤون ربما استخدموا زلاجات خشبية وحبال لتقليل الاحتكاك، وقال غارسيا سانجوان، “إذا حاول أي مهندس اليوم بناء هذا النصب باستخدام الأدوات من 6000 عام، لا أعتقد أنه يمكنه القيام بذلك”، هذا يظهر مدى تعقيد وإبداع البناء في العصر الحجري الحديث.