مياه الصرف الصحي تتحول إلى “كنز” للمعلومات في اكتشاف الفيروسات والأوبئة بتلك الطريقة.. طلعت كنز واحنا مش عارفين !!

تحليل مياه الصرف الصحي كمصدر للمعلومات أصبح محور اهتمام متزايد في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد جائحة كورونا، وهذه الطريقة توفر وسيلة فعالة للكشف المبكر عن تفشي الأمراض ومراقبة الصحة العامة على نطاق واسع، يعتمد هذا النهج على تحليل الإفرازات البشرية التي تصل إلى المياه العادمة، ويمكن أن تكشف عن مجموعة واسعة من المؤشرات مثل المخدرات، الأدوية، المواد الكيميائية البيئية، ومسببات الأمراض مثل الفيروسات، لذا فاليوم ومن خلال هذا المقال سوف نوضح لكم تفاصيل أكثر عن هذا الموضوع.

مياه الصرف الصحي كمصدر للمعلومات

يستخدم تحليل مياه الصرف الصحي كأداة لفهم ما يتعرض له المجتمع من تأثيرات صحية وبيئية فعلى سبيل المثال، يمكن لهذا التحليل كشف وجود مواد معينة في المجتمعات مثل المخدرات أو الأدوية، مما يساعد الجهات الصحية على فهم أنماط الاستخدام وتعاطي هذه المواد في المجتمعات.

استخدامات تحليل مياه الصرف الصحي خلال جائحة كورونا

خلال جائحة كوفيد-19، زادت أهمية تحليل مياه الصرف الصحي كأداة للكشف المبكر عن انتشار الفيروس وبدأت العديد من الدول، بما في ذلك ألمانيا، في استخدام هذه التقنية لرصد انتشار الفيروس والتعامل مع الموجات الجديدة من العدوى، كما أن مكتب البيئة الاتحادي الألماني بالتعاون مع معهد “روبرت كوخ” يقوم حالياً بتطوير مشروع لتحديد مسببات الأمراض التي يجب مراقبتها في المستقبل عبر تحليلات المياه العادمة، وذلك تحسباً لظهور أوبئة جديدة.

التاريخ الطويل لتحليل مسببات الأمراض في المياه العادمة

رغم حداثة استخدام هذا النهج في مراقبة فيروس كورونا، إلا أن تقنية اكتشاف الفيروسات في مياه الصرف ليست جديدة، ففي الثلاثينيات من القرن الماضي، استخدمت الولايات المتحدة هذه التقنية لاكتشاف فيروسات شلل الأطفال، وعلى الرغم من إعلان القضاء على هذه الفيروسات في أمريكا الشمالية، إلا أن تحليلات المياه العادمة في نيويورك كشفت عن ظهورها مجددًا، مما أدى إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية في سبتمبر 2022.