لا يزال الهرم الأكبر بمثابة لغز كبير، أبقى علماء الآثار في حيرة من أمرهم ووقفوا عاجزين عن حل ألغازه التي تتعقد يوما بعد يوم، ولم يبح هرم خوفو بكل أسراره بعد، ومن ضمن أكثر الألغاز التي يسعى العلماء لحلها هو وجود فراغات غامضة، يطلق عليها الغرف السرية، حيث يبلغ طول أحد تلك الفراغات نحو 98 قدمًا وارتفاعه نحو 20 قدمًا ويمكن أن يكون مكون من مساحة كبيرة واحدة أو عدة غرف، وفقًا لعمليات المسح السابقة للهرم، في حين أن الآخر أصغر بكثير.
وقد وصف عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، الممر الذي تم اكتشافه، والذي يقع بطول 9 أمتار داخل هرم خوفو، والمؤدي إلى غرفة دفن الملك خوفو، بأنه أهم كشف أثري في القرن الـ21 في منطقة أهرامات الجيزة.
كما صرح العالم الإيطالي جوليو ماغلي، مدير قسم الرياضيات وأستاذ علم الآثار في جامعة بوليتكنيكو ميلانو، أن هذه الغرفة هي واحدة من الفرضيات الأولى لتفسير ما تخفيه الغرف السرية في هرم خوفو، مؤكداً أن مساحة الفراغ الذي تم اكتشافه في هرم خوفو أو (الهرم الأكبر)، حوالي 30 مترا، ومن الممكن أن تحوي في داخلها عرشا مصنوعا من الحديد النيزكي الذي سقط من السماء، وفقا لفرضية جوليو ماغلي التي شكلت صلب مقال له نشر في صحيفة “Eurekalert” العلمية.
هل هذا الفراغ نشأ نتيجة خطأ؟
يعتقد ماغلي وعلماء آخرون أن هذا التجويف الذي عثر عليه في الهرم الكبير، لم ينشأ، على الأرجح، نتيجة خطأ ارتكبه البناؤون المصريون، بل إن له وظيفة معمارية مثل التقليل من وزن الحمل على الممر الرئيسي للهرم، ويمكن إن يكون مرتبطا بشكل مباشر ووثيق بالطقوس الدينية لدفن الحكام الفراعنة، والتي تقول إنه “بعد وفاة الفرعون يجب أن يجلس على عرش الحديد، وبعد ذلك، يعبر من خلال أبواب السماء ويصعد إلى النجوم في الشمال”.