على الرغم من كونها واحدة من أصغر وأقل البلدان شهرة في أمريكا الجنوبية، إلا أن جمهورية غويانا قد تجذب الآن اهتماما عالميا بسبب اكتشافاتها النفطية الكبرى، تقع غويانا بالقرب من فنزويلا وسورينام والبرازيل، وتتمتع بمناظر طبيعية خلابة مثل شلال Kaieteur، لكن الحديث اليوم يدور حول تحولها المحتمل من بلد صغير وفقير إلى واحدة من أكبر الاقتصادات الناشئة بفضل النفط.
اكتشافات نفطية غير متوقعة
تقرير صندوق النقد الدولي الأخير يكشف عن تحول اقتصادي غير مسبوق في غويانا، حيث يتوقع أن يحقق اقتصاد هذا البلد الصغير أكبر نسبة نمو في العالم خلال عام 2020، تقدر بـ86%، وهو ما يتفوق بشكل كبير على معدل النمو المتوقع للصين، السبب وراء هذا النمو المتوقع يعود إلى الاكتشافات النفطية الضخمة في المياه الإقليمية لغويانا، والتي بدأ استكشافها منذ عام 2015، ويعتقد أن احتياطات النفط الموجودة تتجاوز 5.5 مليار برميل، مما يجعلها واحدة من أكبر اكتشافات النفط في المنطقة.
تفاصيل خطة النمو
من المتوقع أن تسهم عائدات النفط في رفع الناتج المحلي الإجمالي لغويانا بشكل كبير، مع تقديرات بأن تصل العائدات إلى أكثر من 250 مليار دولار، يتوقع أن يمثل قطاع النفط حوالي 40% من اقتصاد البلاد في غضون خمس سنوات، مما سيجعل غويانا واحدة من أغنى الدول على مستوى العالم، وفقا لتصريحات السفير الأميركي في غويانا، Perry Holloway.
التحديات والمشاكل
رغم التفاؤل الكبير بالنمو الاقتصادي، تواجه غويانا العديد من التحديات التي قد تعرقل تقدمها، تعاني البلاد من فساد مزمن، كما تظهر تقارير منظمة Transparency International، حيث تم تصنيفها في المرتبة 93 في مؤشر الشفافية، بالإضافة إلى ذلك، تعاني غويانا من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ونزاعات حدودية مع جارتيها سورينام وفنزويلا، كما تواجه البلاد مشاكل تتعلق بالجريمة، حيث تُصنف ضمن أعلى الدول من حيث معدلات الجريمة بعد فنزويلا وكولومبيا والبرازيل.
نظرة مستقبلية عن البترول
بينما تسعى غويانا للاستفادة من ثرواتها النفطية لتعزيز اقتصادها وتحسين مستويات المعيشة، يتعين على البلاد مواجهة العديد من التحديات الكبيرة لتحقيق الاستفادة القصوى من اكتشافاتها، سوف يكون النجاح في التغلب على هذه التحديات هو العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان النمو الاقتصادي المتوقع سيتحقق ويستمر على المدى الطويل.