توقعت دراسة جديدة نشرت في مجلة “ذا بلانيتاري ساينس جورنال” أن الاصطدام الذي حدث بين مركبة “دارت” التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” والمذنب “ديمورفوس” عام 2022 سيؤدي إلى زخات شهب اصطناعية تستمر لمدة 100 عام، وذكرت الدراسة أن مركبة “دارت” اصطدمت بالمذنب عمدا كجزء من مهمة تهدف لاختبار تكنولوجيا تحريف مسار المذنبات، مما أدى إلى تناثر كمية كبيرة من الحطام الصخري، الذي قد يصل إلى مدار الأرض والمريخ خلال العقد المقبل.
اصطدام مذنب ومركبة فضائية تابعة لناسا
ورغم أن الحطام الناتج صغير جدا ولا يشكل أي تهديد للأرض، فإنه قد يخلق عروضا ضوئية جميلة في السماء، حيث يتوقع أن تستمر هذه الزخات الشهابية لمدة 100 عام على الأقل، وفقًا للباحثين، وقد صممت مهمة “دارت”، التي تحمل اختصار “اختبار تحريف مسار المذنبات المزدوجة”، لاختبار تقنية يمكنها حماية الأرض من الاصطدامات المستقبلية مع المذنبات. وقد نجحت المهمة في تغيير مدار المذنب “ديمورفوس” حول المذنب الأكبر “ديديموس”، وهي أول مرة يتم فيها تغيير مدار جسم سماوي بشكل متعمد من قبل البشر، مما يمثل خطوة هامة نحو حماية كوكب الأرض من تهديدات المذنبات.
دراسات حول فهم الاجرام السماوية
وتعد هذه الدراسة مثالا على استخدام التكنولوجيا لفهم الكون والتأثير عليه، في حين أن زخات الشهب الاصطناعية ستكون منظرا جميلا، إلا أنها تبرز القدرة الكبيرة التي يمتلكها البشر للتأثير على النظام الشمسي، وباستمرار البحث والابتكار، يمكننا أن نكون أكثر استعدادا لمواجهة أي تهديدات محتملة في المستقبل، بالإضافة إلى الاستمتاع بالعروض الرائعة التي قد تقدمها لنا السماء.
انطلاقة جديدة للمركبة الفضائية ودراسة الكواكب
ومن المتوقع أن تنطلق المهمة التالية، المسماة “هيرا”، في أكتوبر المقبل، حيث ستقدم ملاحظات أكثر تفصيلا، ومن المخطط أن تصل مركبة الفضاء التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية إلى نظام المذنبات المزدوجة في نهاية عام 2026، برفقة اثنين من الأقمار الصناعية المصغرة، لدراسة تكوين وكتلة “ديمورفوس” والتغييرات التي طرأت عليه نتيجة الاصطدام، وستحدد مهمة “هيرا” أيضا مقدار الزخم الذي نقلته مركبة “دارت” إلى المذنب.