تعتبر مملكة بوتان واحدة من أكثر الدول تفردا في عاداتها وتقاليدها الاجتماعية.بوتان الدولة الصغيرة ذات الطبيعة الخلابة، لا تزال تحتفظ ببعض من أغرب العادات التي تثير الفضول، ومنها تقاليد تعدد الزوجات وتعدد الأزواج ويسمح في بوتان بتعدد العلاقات الزوجية بشكل قانوني لكن بشرط موافقة الأطراف المعنية، وتخضع هذه العلاقات لقواعد صارمة تفرضها القوانين المدنية والعرفية هذا النوع من العلاقات يعكس تعقيدات وتنوع العادات والتقاليد في المجتمع البوتاني، حيث يسمح للرجل بالزواج من عدة نساء شريطة موافقتهن، بينما يمكن للمرأة في بعض المناطق أن تتزوج من أكثر من رجل.
تعدد الزوجات في بوتان
في بوتان يعتبر تعدد الزوجات ممارسة شائعة إلى حد ما ولكنها تخضع لمجموعة من الشروط يجب للحصول على أي زواج متعدد على موافقة الزوجات المستقبليات ورغم أن هذه الزيجات ليست معترفا بها رسميا من قِبل القانون، إلا أن لها وجودا في الحياة الاجتماعية وتؤثر على تقسيم الممتلكات بعد الطلاق وقبول المجتمع من أبرز الشخصيات التي مارست هذا التقليد هو الملك الرابع، جيغمي سينغي وانغتشوك، الذي تزوج من أربع شقيقات.
تعدد الأزواج في بوتان
في بعض المناطق النائية من بوتان مثل منطقة “لايا” يسمح للمرأة بأن تتزوج من عدة رجال، وغالبا ما يكون هؤلاء الرجال إخوة و يطلق على هذا النوع من الزواج اسم “فراتر بولياندري” وهو مصطلح لاتيني يعني “الأخوة المشتركون في الزواج” وكانت هذه الممارسة شائعة في الماضي لكنها أصبحت نادرة في الوقت الحالي ورغم التراجع فإنها تظل مثالا على تنوع العادات الاجتماعية في بوتان.
ممارسات الزواج في الثقافات الآسيوية
تعدد الأزواج ليس حكرا على بوتان بل كان شائعا أيضا في الثقافات الآسيوية التقليدية، وخصوصا في الهند وعلى سبيل المثال، تروي الملحمة الهندية “المهابهاراتا” قصة دروبادي التي كانت متزوجة من خمسة إخوة وما زالت هذه العادات موجودة في بعض المجتمعات الآسيوية، مثل “جاو نسار باور”في الهند، لا تزال هذه الممارسات موجودة في بعض المناطق الريفية رغم وجود قيود قانونية أما في الصين، فالقوانين أكثر صرامة لكن بعض المجتمعات الريفية لا تزال تحتفظ ببعض هذه العادات تظل بوتان مثالا حيا على التنوع الثقافي والاجتماعي حيث تتفاعل العادات التقليدية مع الظروف الحديثة مما يخلق مجتمعا متنوعا ومعقدة في طبيعتها.