أيام قليلة تفصلنا عن يوم المولد النبوي الشريف، والذي يحتفل به المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وهو اليوم الذي شاء الله فيه أن يولد خير الأنام ليكون رحمة للعالمين، قال تعالى في كتابة العزيز: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: أية 107]، وتعد هذه المناسبة حدثًا عظيمًا غير مجرى التاريخ، وبشرى رائعة لسكان الأرض من مشارقها إلى مغاربها إلى أن تقوم الساعة، حيث شاء الله أن يكون مولده بشرى لاخراج البشرية من ظلمات الشرك والوثنية إلى نور الإيمان والهداية، وقد ولد النبي مختونًا مقطوع السرة، وخرج نورٌ معه، أضاء مساحة واسعة من الجزيرة العربية، وسقطت أصنام الكعبة على وجوهها، وانكسر إيوان كسرى، ملك الفرس، وأخمدت نيران فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ونوضح في السطور التالية حكم التهادي بالحلوى في المولد النبوي الشريف، وموضوعات أخرى ذات صلة.
حكم التهادي بالحلوى في المولد النبوي
أكدت دار الافتاء المصرية أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، جائز شرعًا، ولا يجب التشكيك أو الطعن فيه، وخاصة إذا كانت هذه الاحتفالات في حدود الشرع والدين، موضحة أن هناك أمور محرمة وغير جائزة تحدث في المناسبة العظيمة، مشددة على أنه لا يجب أن نخرج المناسبة عن مقصدها، ويجب أن يتم نصح من يفعل هذه المخالفات بالحكمة واللين، مضيفة أن جميع المسلمين في مختلف مناطق العالم يحرصون على الاحتفال بتلك المناسبة العظيمة بطرق مختلفة، فمنهم يقيم جلسات الذكر أو المديح أو قراءة القرآن، ويحتفل آخرون بإطعام الطعام، والتهادي الحلوى، مؤكدة أن هذا الأمر مطلوب بين المسلمين لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» (موطأ مالك)، ومشيرة إلى أنه لا يوجد دليل على منع التهادي في المناسبات المختلفة، حيث يعد من باب ادخال السرور على أهل البيت والأرحام وكذلك الفقراء.
للوسائل أحكام المقاصد
وأضافت دار الافتاء أن التعبير عن الفرح والسعادة بالمولد النبوي الشريف، أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا، ويعود ذلك إلى القاعدة الشرعية “للوسائل أحكام المقاصد”، موضحة أن الزعم بأن شراء الحلوى في المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها ولا إهداؤها، كلام باطل ويدل على جهل قائليه بالشرع، وضحالة فهمهم لمقاصد الدين وأحكامه، كما أن أقوال مبتدعة مرذولة لم يقلها أحد من علماء المسلمين في قديم الدهر أو حديثه.