تعد أول جريمة قتل في التاريخ، وهي قتل قابيل لأخيه هابيل، واحدة من أكثر القصص تأثيرًا في التاريخ البشري وبعد أن ارتكب قابيل جريمته، واجه مشكلة في كيفية دفن جثة أخيه و هنا، أرسل الله غرابًا ليعلم قابيل طريقة دفن الموتى، وذلك بأن حفر الغراب حفرة ليدفن فيها غرابًا آخر ولكن لماذا اختار الله الغراب لتعليم الإنسان هذه الطريقة الحيوية؟
ذكاء الغراب وقدرته على التعلم
تشير الأبحاث إلى أن الغراب هو أحد أذكى الطيور وأمكرها كما يتمتع الغراب بتركيبة دماغية متطورة، حيث يمتلك أكبر حجم لنصفي دماغ مقارنةً بجسمه بين جميع الطيور وهذا الذكاء يمكن الغراب من تنفيذ مهام معقدة وفهم أسس العدالة بين أفراد جماعته.
سلوكيات العدالة لدى الغربان
أظهرت الدراسات أن الغربان تمتلك نظامًا قانونيًا خاصًا بها، حيث تفرض قوانين للتعامل مع الأفراد الذين يخرقون النظام على سبيل المثال، يعاقب الغراب الذي يعتدي على طعام الفراخ الصغار بانتف الريش حتى يصبح عاجزًا عن الطيران، بينما يجبر المعتدي على بناء عش جديد إذا هدم عشًا آخر كما أن الاعتداء على أنثى غراب يعتبر جريمة خطيرة، حيث يحكم على المعتدي بالقتل بواسطة الغربان الأخرى، ويتم دفنه بأسلوب يحترم حرمة الموت.
دلالة الاختيار:
اختيار الله للغراب ليعلم قابيل كيفية دفن الموتى ليس مصادفة و يرمز الذكاء الفطري للغراب وقدرته على تنفيذ قواعد العدالة إلى الكفاءة التي يمكن أن يقدمها كمعلم للإنسان وإذ يعكس سلوك الغراب وذكاؤه تنظيمًا دقيقًا ومستوى متقدم من الفهم والتعاون، مما يجعله مثالًا مناسبًا لتعليم الإنسان دروسًا مهمة مثل دفن الموتى بشكل مناسب.