نبي الله سليمان عليه السلام كان يمتلك قدرة فريدة على فهم لغة الطيور والحيوانات، وهي نعمة خاصة من الله تعالى، مشابهة لقدرات أبيه نبي الله داوود عليه السلام وكانت الطيور تستجيب لأوامر سليمان، وتؤدي المهمات التي يوجهها إليها، مما أظهر قوة سلطته وعمق حكمته.
الطائر الذي علم الانسان التوحيد وكان سببا في اسلام دوله
في إحدى الأيام، جمع نبي الله سليمان الطيور في مجلسه، ولاحظ غياب طائر الهدهد، مما أثار تساؤله وقال سليمان عليه السلام: {وتفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21)} و كان سليمان يبحث عن الهدهد بسبب غيابه غير المبرر، وهدد بمعاقبته إذا لم يقدم سببًا مقنعًا لغيابه.
عذر الهدهد
عندما عاد الهدهد، كان لديه عذر مقنع. قال الهدهد لسليمان: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} وشرح الهدهد أنه كان في أرض سبأ، حيث وجد امرأة تقود جيشاً كبيراً ولها عرش عظيم، وأن هذه المرأة وقومها يعبدون الشمس بدلاً من الله.
الرسالة إلى ملكة سبأ
كان الهدهد قد قدم معلومات هامة لنبي الله سليمان حول ملكة سبأ وقومها و قال: {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)} وعندما سمع سليمان هذا، قرر أن يتأكد من صحة المعلومات، وكتب رسالة يدعو فيها ملكة سبأ للإيمان بالله وحده طلب من الهدهد أن يسلم الرسالة إلى الملكة دون أن يُشْعِرَها بوجوده، ثم ينتظر ردها.
الدروس المستفادة
قصة الهدهد ونبي الله سليمان تحمل العديد من الدروس و تظهر القصة كيف استخدم سليمان حكمته ومعرفته لتوجيه رسالة الحق إلى ملكة سبأ، وتبين أيضًا أهمية تقديم الحجج والأدلة لإثبات الحقيقة كما أن القصة تسلط الضوء على كيف يمكن للتواصل الجيد والصدق في العمل أن يلعبا دورًا كبيرًا في تحقيق الأهداف الإلهية.