يرى تييس فان دير هوفن، مهندس هيدروليكا هولندي، أن شبه جزيرة سيناء تملك القدرة على أن تكون نموذجا عالميا في مواجهة تغير المناخ عبر استعادتها إلى حالتها الطبيعية المليئة بالحياة البرية والخضرة، ومن خلال مشروع طموح، يهدف إلى إحياء 13500 ميل مربع من الأرض، يسعى فان دير هوفن إلى امتصاص ثاني أكسيد الكربون، زيادة هطول الأمطار، وتوفير الغذاء والوظائف للسكان المحليين.
رحلة فان دير هوفن من دبي إلى سيناء
فان دير هوفن الذي عمل سابقا في مشاريع ضخمة مثل بناء الجزر الاصطناعية في دبي، بدأ مسيرته في سيناء عندما شارك في مشروع لإعادة الحياة إلى بحيرة البردويل في 2016، وباستخدام الرواسب المستخرجة من البحيرة، يخطط لتطوير نظام بيئي مستدام في المنطقة عبر إضافة نباتات مقاومة للملوحة وتنشيط التربة، مما سيساهم في تغيير مناخ المنطقة وإعادة تدفقات الهواء المحملة بالرطوبة.
تحديات بيئية وإقليمية تواجه المشروع
ومع أن الفكرة تواجه بعض التحديات، من ضمنها التحفظات البيئية والمخاوف من التأثيرات الجانبية على المياه والطقس، إلا أن فان دير هوفن يستند إلى نماذج ناجحة مثل مشروع “الذهب الأخضر” في هضبة اللوس بالصين، الذي أثبت إمكانية إعادة التشجير على نطاق واسع وتحقيق نتائج إيجابية، والتحديات لا تقتصر على البيئة فقط، فالاستقرار الإقليمي مع استمرار النزاع في غزة يؤخر انطلاق المشروع، الذي كان من المقرر أن يبدأ في ديسمبر 2022، رغم توقيع اتفاقية مع الحكومة المصرية للتخطيط لإعادة إحياء بحيرة البردويل.
الأمل في استعادة الطبيعة رغم التحديات
فان دير هوفن، الذي يرى أن استعادة الطبيعة هي الحل الوحيد للمشاكل البيئية العالمية، يؤكد على ضرورة التحرك الفوري وعدم الانتظار، حيث أن الوضع الحالي لا يحتمل التباطؤ، فهو يؤمن بأن الحلول البيئية الكبيرة تتطلب قرارات جريئة ومحاولات متواصلة، مؤكدا أن علينا “استعادة الطبيعة بكل ما لدينا.