أظهرت الدراسات الأخيرة التي أجراها خبراء مناخ عالميون أن التغير المناخي أصبح يشكل تهديدا خطيرا للعديد من المحاصيل والأغذية التي تعتبر من الأساسيات في النظام الغذائي العالمي، من بين هذه المحاصيل المهددة، يأتي الموز، البرتقال، والأفوكادو في مقدمة القائمة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة، ندرة الأمطار، وموجات الجفاف إلى تهديد بقائها.
الموز: من الفيوزاريوم إلى مشاكل التربة
يشكل مرض “الفيوزاريوم” تهديدا كبيرا لنوع شائع من الموز، وهو الموز من نوع “كافنديش”، مرض “الفيوزاريوم” هو فطر يسبب ذبول الموز ويمنع تدفق العناصر المغذية إلى الفاكهة، مما يؤدي إلى تدمير المحاصيل. هذا المرض سبق وأن قضى على نوع “موز جروس ميشيل” في خمسينيات القرن الماضي، والآن يهدد “كافنديش” أيضًا بسبب تدهور جودة التربة.
البرتقال: تهديد “اخضرار الحمضيات”
تواجه أشجار البرتقال خطر الانقراض مع دخول فصل الشتاء، وذلك بسبب تأثير التغير المناخي ومرض “اخضرار الحمضيات”، هذا المرض، الذي لا يزال بلا علاج، يتسبب في تفسّخ البرتقال وتعرضه للتواء، مما يجعله غير صالح للاستهلاك، على الرغم من زيادة الإنتاج العالمي، فإن تأثير المرض قد أدى إلى انخفاض ملحوظ في المحاصيل، حيث انخفض الإنتاج في البرازيل بنسبة تزيد عن 20%، وفي جزيرة جوادلوب بنسبة 60%، وفي ولاية فلوريدا بنسبة تزيد عن 90%.
الأفوكادو: أزمة المياه والتغير المناخي
ثمرة الأفوكادو، التي تتطلب كميات كبيرة من الماء، تواجه تحديات كبيرة نتيجة للتغير المناخي، انكماش المناطق المثالية لزراعتها وتغير الظروف البيئية في مناطق الإنتاج الرئيسية مثل المكسيك، إسبانيا، تشيلي، وكولومبيا يجعل من الصعب الحفاظ على هذه الفاكهة، مع زيادة الحرارة ونقص المياه، يصبح الأفوكادو عرضة لمشاكل نمو كبيرة تؤثر على إنتاجيته واستدامته.
تستدعي هذه الأزمات التي تواجه محاصيل الموز، البرتقال، والأفوكادو، ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التغير المناخي والحفاظ على هذه المحاصيل الأساسية، يتطلب الأمر استراتيجيات جديدة في الزراعة وإدارة الموارد لمواجهة تحديات الطقس القاسي والأمراض الزراعية، لضمان استمرارية هذه المحاصيل الهامة للأمن الغذائي العالمي.