تستمر نقابة المهندسين المصرية، برئاسة المهندس طارق النبراوي، في التأكيد على موقفها الصارم تجاه شروط قيد خريجي المعاهد والكليات الهندسية، خاصة فيما يتعلق بالحاصلين على الدبلومات الفنية بنظام الثلاث سنوات وخريجي الثانوية العامة الأدبية و تأتي هذه القرارات في إطار الحفاظ على جودة التعليم الهندسي والارتقاء بمستوى الخريجين وضمان أهليتهم للانضمام إلى النقابة.
شروط قيد خريجي الدبلومات الفنية
أوضحت نقابة المهندسين، في بيان نشرته على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك، أن الحاصلين على الدبلومات الفنية بنظام الثلاث سنوات لن يتم قيدهم في النقابة إلا بعد اجتيازهم للاختبارات المؤهلة للتعليم الهندسي ويأتي هذا القرار بناءً على توصيات المجلس الأعلى للجامعات، وذلك لضمان تساوي مستوى هؤلاء الخريجين مع نظرائهم من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة في التخصصات العلمية، وخاصة علمي رياضة.
كما أكدت النقابة على أنها لن تقيد أي خريج من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة الأدبية، بغض النظر عن الجهة التي حصلوا منها على شهاداتهم، سواء كانت من داخل مصر أو خارجها.
موقف النقابة من جودة التعليم
في تصريحات سابقة، أكد نقيب المهندسين طارق النبراوي، على أهمية الالتزام بالاشتراطات المتعلقة بقيد خريجي المعاهد والكليات الهندسية وأشار إلى أن النقابة لن تقيد أي خريج من المعاهد التي لم تحصل على شهادة جودة التعليم من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد كما شدد على أن الحاصلين على شهادات الدبلومات الفنية يجب أن يحصلوا على معادلة لشهاداتهم مع الثانوية العامة من الجهات المختصة قبل التقديم للنقابة.
وأضاف أن هناك مهلة للمعاهد الهندسية لتقديم طلبات الحصول على شهادة الجودة حتى 31 ديسمبر من العام الجاري، مؤكدًا على أهمية استيفاء هذه الشروط لضمان مستقبل الخريجين ومستوى المهنة.
أسباب تراجع التعليم الهندسي في مصر
في مؤتمر “التعليم الهندسي” الذي نظمته النقابة يوم 18 أغسطس، تناول عدد من الخبراء والقيادات الأكاديمية أسباب تراجع مستوى التعليم الهندسي في مصر و حضر المؤتمر نقيب المهندسين، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، إلى جانب عدد كبير من الخبراء.
وأشار الدكتور محمد عبد الغني، عضو المجلس الأعلى السابق لنقابة المهندسين، إلى أن النهضة في التعليم الهندسي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تطوير المنظومة التعليمية ولفت إلى أن عدد المقيدين في كليات الهندسة على مستوى الجمهورية بلغ 200 ألف طالب في عام 2023، وهو رقم يتجاوز المتوسط العالمي لعدد الطلاب لكل عضو هيئة تدريس حيث تبلغ النسبة في مصر 1 إلى 25، مقارنةً بالمتوسط العالمي الذي يصل إلى 1 إلى 18.
تحديات تواجه التعليم الهندسي
أوضح عبد الغني أن الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب المقبولين في كليات الهندسة تمثل أولى خطوات انهيار التعليم الهندسي وأشار إلى أن تخريج طلاب هندسة غير مؤهلين يعد أمرًا بالغ الخطورة، خاصة في ظل ضعف مستوى التعليم والتدريب العملي نتيجة نقص الكفاءات من أعضاء هيئة التدريس.
كما أضاف أن انخفاض الحد الأدنى للقبول في الجامعات الحكومية والخاصة ومعاهد الهندسة، وزيادة الفارق بين النسب المقررة للكليات المختلفة، يتعارض مع قرارات لجنة قطاع الدراسات الهندسية التي حددت ألا تتجاوز الفروقات 10%.
ضعف الإمكانات في المعامل والورش
واختتم الدكتور محمد عبد الغني حديثه بالإشارة إلى أن ضعف الإمكانات في المعامل والورش يشكل عائقًا كبيرًا في تطوير التعليم الهندسي فالورش والمعامل تعتبر أساسية في تكوين الطالب وتجهيزه لمواكبة التطورات التكنولوجية، ومن دونها يصبح الطلاب غير مؤهلين لدخول سوق العمل بشكل كامل.