يحتفل المسلمون في مشارق الارض ومغاربها، بمناسبة عزيزة على قلب الجميع، وتختلف مظاهر الاحتفال بمولد أعظم البشر، من بلد إلى آخر ومن شخص إلى آخر، وقد أكدت دار الافتاء المصرية، أن الاحتفال بهذا اليوم يعتبر شاهدًا على حب وتعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، الذي اثنى عليه ربه في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: أية 107]، كما أن نبينا الحبيب قد احتفل بيوم مولده، عندما سئل عن سبب صيامه ليوم الاثنين، قال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» أخرجه مسلم، وهذا دليل على أن ذلك بيانًا شرعيًا للإشعار بفضل صوم يوم مولده العظيم، كما أن هذا اليوم من أعظم الاحداث في تاريخ البشرية، فقد كان سببًا في إخراج الناس من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان والتوحيد، ونوضح في السطور التالية، الأفعال التي يستحب القيام بها للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وموضوعات أخرى ذات صلة.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
بدأ العد التنازلي لاستقبال المولد النبوي الشريف، حيث من المقرر أن يكون يوم الاثنين 19 سبتمبر 2024م، وفق المعهد القومي للبحوث الفلكية، حيث يأتي كل عام بالتاريخ الهجري في 12 ربيع الأول، وقد أوضحت دار الافتاء، أن المراد بالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، محبة في رسول الله، كما يقول مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، ، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدُّ مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة المولد، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله ﷺ بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد كان حريصًا على صيام يوم الاثنين الذي ولد فيه، وقد اعتاد البعض على شراء الحلوى، والتوسعة على الأهل والتهادي فيما بينهم وصلة الارحام، وكلها أمور لم ينكرها رجال الدين.
ماذا نفعل للاحتفال بالمولد النبوي
يحتفل المصريون بذكرى المولد النبوي الشريف، بشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم ميلاد النبي، صلى الله عليه وسلم، ابتهاجًا وفرحة بهذه المناسبة، وقد أكدت دار الافتاء أن كل هذه الأفعال فضل وخير، على الرغم من أن البعض حرمها، إلا أن الافتاء ردت عليهم بالآية الكريمة، في قوله تعالة: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ…} [الأعراف: 32]، وقد بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، أنه هناك أفعال شرعية مستحبة لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وهي:
- ادخال السرور على الأيتام، والتكفل بهم، والدليل قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنةِ هكذا»، وأشارَ بالسبابة والوُسطى.
- صلة الأرحام، والدليل قول النبي، صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه».
- صيام يوم مولد النبي، والدليل الحديث الذي ذكرناه، عن حرص النبي على صوم يوم الاثنين، لأنه اليوم الذي ولد فيه.
- المحبة في الله، والدليل، قول النبي، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّ».
- قيام الليل، ويعتبر سببًا لدخول الجنة، قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
- الصدقة، من أسباب المغفرة، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».