حالة من الرعب والخوف الشديد أصابت العديد من مستخدمي الهواتف المحمولة، بعد انتشار الأنباء عن اختراق إسرائيل لأجهزة البيجر، وتفجيرها عن بعد عقب التحكم في درجة حرارة البطارية، ومن ثم تحويلها إلى قنبلة، وأثارت هذه الحادثة القلق لدى مستخدمي الهواتف الذكية أيضاً، خوفاً من حدوث نفس الأمر في هواتفهم التي تعمل ببطاريات من نوع “الليثيوم”، ولكن هل فعلاً يمكن تفجير الهواتف المحمولة عن بعد.
هل يمكن تفجير الهواتف المحمولة عن بعد
بحسب خبراء التقنية، من الصعب تماماً تعقب أجهزة النداء مثل “البيجر”، واختراقها لأنها أجهزة بسيطة، وأقل عرضة للاختراق، مقارنة بالهواتف الذكية التي تعمل بنفس تقنية بطاريات “الليثيوم أيون” التي تستخدم على نطاق واسع؛ بسبب كثافة طاقتها العالية، وقابليتها لإعادة الشحن.
وأوضح الخبراء أنه من السهل تعرض الهواتف الذكية للأعطال، بسبب ارتفاع الحرارة والشحن الزائد، اللذان قد يسببان في حالات نادرة انفجار البطارية، وهو ما نسمع بين الحين والآخر في بعض الهواتف الذكية، وقالوا إن الشكات المصنعة للهواتف الذكية تضع بروتوكولات أمان ذكية لها، تجعل من الصعب اختراقها بشكل جماعي، كما أن انفجارات الهواتف المحمولة النادرة تكون بسبب الارتفاع المفرط لحراراتها، وغالبا يكون بسبب عيب داخلي في مكونات الجهاز لا عن طريق “سوفت وير”.
ويستحيل أن تنفجر الهواتف الذكية بمفردها، حتى لو تلاعب بها مخترقون لزيادة حرارة البطارية عن طريق تعديل التيار المتدفق إليها، ولن تنفجر بشكل جماعي، والسبب أن الهواتف الذكية مزودة بدائرة كهربائية بها تدابير سلامة عندما ترتفع الحرارة، وتمنع تلقي الشحن عن الجهاز، وفقا للخبراء.
كما أن الهواتف الجديدة يتم تزويدها بغرف تبريد متطورة، تعمل على توزيع الحرارة بالتساوي داخل الجهاز بعيدًا عن المكونات الحيوية مثل المعالج، وحتى في حالة حدوث انفجار لهاتف ينتج عنه حريق لاختلاف درجاته ليس أكثر، ولا يصل لدرجة القنبلة عن بعد.
الشركة المتورطة في حادث التفجير عن بعد ؟
ليست شركة “جولد أبوللو” Gold Apollo التايوانية المصنعة لأجهزة المناداة (البيجر) Pager، التي تم تفجيرها في لبنان، علامتها فقط موضوعة على هذه الأجهزة، بينما المصنعة لها شركة أخرى في المجر، لديها الحق في استخدام العلامة التجارية.
هي شركة BAC Consulting KFT المتواجدة في العاصمة المجرية بودابست، وهي من صنعت جهاز البيجر نموذج AR-924، التي تم تفجيرها في لبنان، وتسببت في مقتل 9 أشخاص حتى الآن
والغريب في المعلومات عن هذه الشركة، التي تأسست في 2022، ورأس مالها نحو 8350 دولارا أمريكياً فقط، والأكثر غرابة، أن صافي مبيعات الشركة في 2023 حوالي 584 دولارا فقط، ولا توجد لها أي تعاملات تجارية واضحة.
وبالبحث عن الشركة على تطبيق خرائط جوجل؛ تظهر على أنها بناء سكني، ولا توجد أي علامة على أنها شركة تجارية أو مصنع إنتاج، وموقعها الإلكتروني معطل، وليست هناك أي صفحات لها على وسائل التواصل الاجتماعي.
لا توجد تقنية تفجير عن بعد
على عكس ما أشاع مسؤولون أمريكيون أن شركة “جولد أبوللو” وراء الحادث، تبين أن الأجهزة تحمل شعارها فقط، أما الشركة المجرية هي من تملك ترخيص علامتها التجارية، ولا صحة لوجود تقنية للتحكم في الأجهزة عن بعد وتفجيرها، والأرجح أنه هناك تعديلات تم إدخالها على الأجهزة بعد تصديرها، لتصبح مُهيئة للتفجير عن بعد.
وهو ما ينفي تماما امتلاك إسرائيل لتقنية تفجير الأجهزة عن بعد، لكنها أخفت مواد متفجرة في شحنة الـ Pagers قبل استيراد “حزب الله” لها، الذي طلب أكثر من 3 آلاف جهاز Pager.. لعدم رصد إسرائيل مواقع مقاتليه.
وبالرغم من نقل صحيفة “وول ستريت جورنال” أن سبب انفجار الأجهزة، برمجيات خبيثة ترفع حرارة البطاريات لتؤدي لانفجارها، بعدما دخلت إسرائيل على نظام أجهزة الاتصال اللاسلكية، وبرمجت مئات الأجهزة لتصدر صوت تنبيه لثوان معدودة قبل أن تنفجر.