قام صياد سوري بتوثيق ظهور سمكة غير مألوفة في سوريا للمرة الأولى في مياه نهر الفرات بالمنطقة الشرقية من البلاد، حيث أظهر فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي الصياد وهو يحمل السمكة الغريبة ويتساءل عن نوعها نظرا لأنه لم يشاهدها من قبل، وأشار الصياد في المقطع المنتشر على نطاق واسع إلى أنه لم ير مثل هذه السمكة في مياه نهر الفرات طوال فترة عمله في مهنة الصيد التي تمتد لعقود، مشيرا إلى أن وزنها يبلغ نصف كيلوغرام.
بعد أن أصبح مقطع الفيديو شائعا وتداوله السوريون على حساباتهم، شاهده خبراء في مجال البيئة الذين قدموا للناس معلومات تفصيلية حول هذا النوع من الأسماك، وأكد الخبراء أن السمكة الغريبة التي ظهرت في مياه نهر الفرات هي سمكة “الحفش الروسي” مشيرين إلى أنها وصلت إلى سوريا عبر تركيا، وأضافوا أن الخبراء في العراق سبق وأن وثقوا وجودها في نهر الفرات منذ عدة سنوات، لذا كان من المتوقع أن ترصد في المياه السورية لنهر الفرات.
أوضح الخبراء أن سمكة الحفش تعتبر نوعا نادرا من الأسماك التي تنتج مادة “الكافيار” باهظة الثمن والتي قد يصل سعرها إلى حوالي 35 ألف دولار، ويعود الطلب المرتفع عليها عالميا إلى كونها مادة محظور بيعها، بالإضافة إلى أن صيد هذه السمكة ممنوع في معظم دول العالم وفقا لاتفاقيات موقعة بين الدول، بما في ذلك سوريا التي وقعت على تلك الاتفاقية، وفقا للخبراء تعيش هذه السمكة عادة في مياه البحر الأسود وبحر آزوف وبحر قزوين حيث تعرف المادة التي تنتجها باسم “اللؤلؤ الأسود” بسبب ارتفاع ثمنها.
يصل طول سمكة الحفش إلى أكثر من مترين وقد يصل وزنها أحيانا إلى مئة كيلوغرام تفضل هذه السمكة العيش في المياه المالحة بدلا من المياه العذبة في الأنهار ولكن هناك نوع هجين منها يمكنه العيش في مياه الأنهار، وهو النوع الذي تواجد في مياه الفرات في سوريا، وتوقع الخبراء زيادة تكاثر هذا النوع من الأسماك، وأنه سيستمر في الظهور في مياه نهر الفرات بسوريا خلال السنوات القادمة.
وأشاروا إلى أن التشريعات المحلية في سوريا تحظر صيد هذا النوع من الأسماك، غير أن المناطق التي وجدت فيها السمكة لا تتبع لسلطة دمشق، مما يمكن الصيادين في تلك المنطقة من صيدها والتجارة في منتجاتها دون أن يتعرضوا للمسائلة، وتعتبر سلالة سمكة الحفش من السلالات القديمة للغاية، حيث تشير الدراسات إلى أن هذا النوع من الأسماك كان يعيش جنبا إلى جنب مع الديناصورات في العصور القديمة.