على الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير الذي حدث في العالم خلال العشرين عاما الماضية، إلا أن العديد من الأمور لا تزال غامضة وصعبة الفهم، حيث يفاجئنا الخبراء والعلماء بين الحين والآخر باكتشافات جديدة لمواد ثمينة لم يكن معروفا عنها من قبل، وفي هذا السياق اكتشف علماء تابعون لوكالة “ناسا” الفضائية أغلى مادة عرفها البشر عبر التاريخ، وذلك بعد رحلة استمرت أكثر من سبع سنوات خارج كوكب الأرض، حيث قطع رواد الفضاء مسافة تتجاوز 6 مليارات كيلومتر خلال هذه الرحلة.
وفقا لتقارير إعلامية أكملت المركبة الفضائية التابعة لوكالة “ناسا” مهمتها وهبطت على كوكب الأرض بعد أن حصلت على مادة قيمة، إذ قام الخبراء بجلب عينة من كويكب “بينو”، والتي تم تصنيفها على أنها أغلى مادة في التاريخ، وأشارت التقارير إلى أن هذه المادة لا تزال بدون اسم، حيث لم يمنحها العلماء والخبراء أي تسمية حتى الآن، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تسميتها في وقت لاحق بعد إجراء جميع التحاليل اللازمة في مختبرات الوكالة.
أوضحت أن وزن المادة التي تم جلبها من كوكب “بينو” يبلغ 255 غراما، مشيرة إلى أن هذه الكمية ستساهم بشكل كبير في مساعدة الخبراء على فهم تكوين النظام الشمسي بدقة أكبر، بالإضافة إلى التأكد من إمكانية وجود الحياة على هذا الكويكب والكويكبات المماثلة، خصوصا من حيث المكونات الكيميائية التي قد تجعل الحياة ممكنة للبشر على كويكب “بينو”، وأفادت التقارير بأن الميزانية التي أنفقتها وكالة “ناسا” للحصول على العينة بلغت حوالي 800 مليون دولار أمريكي، في حين أن التكلفة الفعلية وصلت إلى نحو 1.16 مليار دولار لجلب عينة وزنها 255 غراما من كويكب “بينو” الشهير.
أشارت إلى أن العينة التي جمعها رواد الفضاء من وكالة “ناسا” تعتبر أغلى مادة عرفها الإنسان عبر التاريخ، إذ يصل ثمن الغرام الواحد منها إلى حوالي 5 مليون دولار أمريكي، وأشارت التقارير إلى أن هذا الرقم من خلال عملية حسابية بسيطة، يعادل أكثر من 70 مرة سعر الذهب مما يضيف قيمة كبيرة جدا لهذه المادة، وأفادت التقارير أن أول مادة تم جلبها من خارج كوكب الأرض وإعادتها إلى كوكبنا كانت خلال الفترة من 1969 إلى 1972، وذلك من خلال برنامج “أبولو” الشهير.
أفادت التقارير أن ست بعثات من برنامج “أبولو” استطاعت أن تجلب حوالي 385 كيلوغراما من عينات القمر وعينات من كويكبات أخرى خارج الأرض وفقا للتقارير فإن وكالة “ناسا” تعتزم في الفترة القادمة توسيع نشاطاتها الطيارية للوصول إلى كويكبات أخرى وجمع عينات منها لتحليلها، بهدف تعزيز فهمنا للنظام الشمسي وفتح آفاق جديدة لدراسة إمكانية وجود الحياة على كواكب أخرى بعيدة عن كوكب الأرض.