تعتبر القصص الواردة في القرآن الكريم مليئة بالحكم والدروس العظيمة التي تلهم البشرية وتدعوها للتفكر والتأمل في عظمة الخلق وقدرة الله عز وجل ومن بين هذه القصص المثيرة للتأمل قصة الطائر الذي لا يأكل ولا يشرب ولا يموت، والذي تم ذكره في القرآن الكريم في إطار معجزة من معجزات الله التي تحدى بها البشرية.
ما هو الطائر الذي لا يأكل ولا يشرب ولا يموت؟
الطائر الذي يشار إليه هنا هو طير من طيور الجنة، وتم ذكره في سياق معجزة تتعلق بسيدنا إبراهيم عليه السلام وبحسب النص القرآني، أراد الله سبحانه وتعالى أن يري إبراهيم عليه السلام آية من آيات قدرته على إحياء الموتى وقد جاء ذلك في قوله تعالى:
“وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”
(سورة البقرة: 260)
ففي هذه الآية الكريمة، طلب سيدنا إبراهيم عليه السلام من الله أن يُريه كيف يُحيي الموتى وفجاءه الرد من الله بأن يأخذ أربعة طيور ويقوم بتقطيعها إلى أجزاء ثم يضع كل جزء على جبل مختلف بعد ذلك، طلب الله من إبراهيم أن ينادي على هذه الطيور، وستأتي إليه حية، إشارةً إلى قدرة الله المطلقة على إحياء الموتى.
الدرس المستفاد من القصة:
- اليقين والإيمان: تظهر القصة مدى حرص إبراهيم عليه السلام على التوصل إلى اليقين المطلق في قدرة الله على إحياء الموتى، رغم أنه كان مؤمنًا بذلك بالفعل.
- قدرة الله المطلقة: يبرز الله قدرته الفائقة على إحياء الموتى وإعادة الحياة، مهما كانت الظروف.
- التفكر في الخلق: تدعو الآية الناس إلى التأمل في معجزات الله وخلقه، وتذكر بأن هناك أمورًا لا يستطيع العقل البشري إدراكها إلا بإرادة الله.
الطائر كرمز في القرآن:
علاوة على قصة سيدنا إبراهيم، الطيور ذُكرت في مواضع أخرى من القرآن الكريم لتدل على قدرة الله وإبداعه في الخلق على سبيل المثال، الطير في قصة سيدنا سليمان عليه السلام كان يمتاز بالقدرة على التواصل وفهم اللغات، مما يبرز التنوع في خلق الله وقدرته.