تعد كابادوكيا، الواقعة في وسط تركيا، واحدة من أهم المناطق الأثرية في العالم، حيث تضم أكبر عدد من المستوطنات البشرية التي تم بناؤها تحت الأرض أو نحتها في الجبال ومع ذلك، فإن الاكتشاف الأخير لمدينة أثرية جديدة تحت الأرض في منطقة نوشهر، القريبة من مدينة قيصرية، جعل هذه المنطقة تكتسب اهتمامًا عالميًا غير مسبوق.
مدينة تحت الأرض تنافس باقي المستوطنات
تعد المدينة المكتشفة حديثًا في نوشهر واحدة من أكبر وأهم الاكتشافات الأثرية في المنطقة، حيث أظهرت الحفريات أنها تتفوق في حجمها وتعقيدها على بقية المستوطنات البشرية المعروفة تحت الأرض و وفقًا لعلماء الآثار، تعتبر المستوطنات الأخرى، التي كانت تعتبر سابقًا إنجازًا أثريًا مذهلًا، بمثابة “مستوطانات قزمة” مقارنة بالمدينة الجديدة.
قال حسن أونفر، عمدة نوشهر، في تصريحاته أن المدن الأخرى تحت الأرض “ليست أكثر من مطبخ” إذا ما قورنت بالمدينة المكتشفة حديثًا، ما يعكس حجم وروعة الاكتشاف.
تفاصيل الاكتشاف
تم اكتشاف المدينة الأثرية الجديدة تحت الأرض عندما كانت فرق البناء تعمل على مشروع تطوير سكني في المنطقة وأثناء وضع أسس المشروع، تم الكشف عن شبكة من الأنفاق والممرات التي تمتد لمسافات طويلة. ووفقًا لتصريح محمد طوران، رئيس إدارة تطوير الإسكان التركية، فإن طول الأنفاق المكتشفة يصل إلى 7 كيلومترات وأدى هذا الاكتشاف إلى إيقاف المشروع العمراني على الفور، حيث تم الإعلان عن المنطقة كموقع أثري مهم ووضعها تحت حماية الحكومة التركية.
أهمية الاكتشاف الأثري
بدأ الاكتشاف على السطح حيث تم العثور على بعض البقايا القريبة من الأرض، لكن لم يتم إدراك القيمة الأثرية الحقيقية للاكتشاف إلا بعد استمرار التنقيب والحفريات ونتيجة لذلك، تم تصنيف المدينة ضمن مواقع التراث الوطني والثقافي التركي، وتم تعليق 44 مشروعًا تطويريًا في المنطقة لضمان حماية الموقع.
تعد منطقة كابادوكيا ذات تاريخ طويل يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت بمثابة مأوى للمسيحيين ويشتهر الموقع بطبقاته العديدة تحت الأرض التي تصل إلى 60 مترًا في العمق.
كابادوكيا: وجهة تاريخية فريدة
تعتبر كابادوكيا واحدة من أشهر الوجهات السياحية في تركيا والعالم بفضل طبيعتها الجغرافية الفريدة ومعالمها الأثرية وتضم المنطقة العديد من المدن التي تم نحتها تحت الأرض، حيث استخدمها السكان القدامى كملاذ آمن خلال الحروب والاضطرابات.