تثير بعض الأشياء والأدوات التي نستخدمها في حياتنا اليومية تساؤلات حول طبيعة عملها أو مكوناتها، ومن بينها ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل السخرية بينما اطلق عليه البعض “أسئلة وجودية” منها “الصمغ”، حيث أن الفكرة الأساسية للصمغ أو الغراء تكون إصلاح الأشياء المكسورة من خلال إعادة لصقها ببعضها البعض، إلا أن السؤال الذي يمكن طرحه، في حالة إذا كان الصمغ يتم استخدامه في إصلاح الأشياء المسكورة من خلال لصقها لماذا لا يلتصق بالأنبوب أو الزجاجة التي تحتويها.
لماذا لا يلتصق الصمغ داخل الأنبوبة؟
وفي العادة الصمغ والغراء لا يلتصقا بالزجاجة التي تحتوي أي منهما، لأنه ينبغي وجود الهواء أو بخار الماء حتى يتم التفاعل، حيث يلتصق الغراء أو الصمغ بالأشياء بسبب التفاعلات الكيميائية، ولأن هناك كمية صغيرة للغاية من الهواء الموجود في زجاجة الغراء، فإنه لا يجد الهواء الكافي، لذا لا يلتصق بالزجاجة، والغراء والمواد اللاصقة مصممين بشكل واضح للعمل بعدما يُفرغ، وليس قبلها.
ووفقًا لـ موقع “wonderopolis”، فإن الصمغ يتم صنعه من مواد كيميائية يطلق عليها البوليمرات، والتي تكون لزجة أو لدنة، وعند وضع الصمغ على الورق أو أي شئ ترغب في لزقه فإن هذه المواد الكيمائية تتعرض للهواء، وبالتالي فأنه يتحول من حالته السائلة إلى الصلب، ووجود الصمغ في أنبوبته لا يتعرض للهواء، لذلك يظل في حالته السائلة.
الغراء الأبيض العادي
والجدير بالذكر، أن هناك أنواع كثيرة من الغراء تلصق بأكثر من طريقة، حيث أن بعضها يمكن أن يكون مألوفا، وبعضها يبدو غريبا، فمثلا الغراء الأبيض العادي يعرفه معظمنا بشكل جيد، وهو مكون من مجموعة من المواد الكيميائية المعروفة باسم “البوليمرات”، ويمكن استخدامه في لصق الكثير من المواد التي يسهل اختراقه لمسامها، مثل الورق والخشب والكرتون والقماش، وعندما يتعرض للهواء وهو في حالة سائلة يتبخر الماء وتبقى البوليمرات لزجة، وهذا ما يسمى بالالتصاق الميكانيكي.