لعقود من الزمن كانت أنبوبة البوتاجاز رفيقًا دائمًا في كل منزل مصري، ومصدرًا للدفء والطعام الذي يجمع الأسرة على المائدة. لكن هذا الرفيق الدائم تحول تدريجياً إلى كابوس يؤرق الملايين، مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وغير مسبوق.
رحلة أرقام مرعبة
بدأ الارتفاع في أسعار أنابيب البوتاجاز في التسعينيات، عندما شهد زيادات تدريجية، لكن ذلك لم يكن سوى مقدمة لما سيأتي وفي السنوات الأخيرة تسارعت وتيرة الزيادة بشكل ملحوظ، لتصل إلى مستويات قياسية لم يشهدها المصريون من قبل.
تأثير عميق على حياة المواطنين
ولم تقتصر تأثيرات ارتفاع أسعار الانابيب على المواطن بل امتدت لتؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين. وأصبحت الوجبة اليومية تشكل تهديداً حقيقياً، وتقلصت موائد الطعام وزادت الأعباء على الأسر، خاصة تلك التي لديها دخل محدود من الأشخاص.
أرقام صارخة تكشف حجم الكارثة
بين عامي 1991 و2012، ارتفع سعر أنبوبة البوتاجاز من 2.5 جنيه إلى 5 جنيهات ، أي بزيادة قدرها 100% وفي عام 2013 ارتفع السعر من 5 إلى 8 جنيهات بنسبة زيادة 60%. وارتفع السعر من 8 إلى 15 جنيها بزيادة 87.5 جنيها.
وشهد عام 2017 أكبر زيادة في تاريخ أسعار أنبوبة البوتاجاز، حيث ارتفع السعر من 15 إلى 30 جنيها بنسبة زيادة 100%. واستمرت الزيادة في 2018 لتصل إلى 50 جنيها، ثم وصل السعر إلى 65 جنيها في 2019، وفي 2021 ارتفع سعر الأنبوبة بنسبة 7.7% ليصل إلى 70 جنيها، وفي 2023 وصل سعر الأنبوبة إلى 100 جنيه.
آخر زيادة اليوم كانت في 2024، عندما قررت الحكومة زيادة سعر أسطوانة البوتاجاز المنزلي 50 جنيها، من 100 جنيه إلى 150 جنيها تسليم المصنع، بينما سيتم زيادة سعر أسطوانة البوتاجاز التجاري إلى 250 جنيها. وذلك في إطار تنفيذ خطة وزارة البترول لرفع الدعم عن المنتجات البترولية خلال الفترة المقبلة للتوافق مع أسعار الوقود العالمية.
كل هذه الأرقام المرعبة تكشف حجم المعاناة التي يعيشها المواطن المصري، حيث ارتفع سعر البنزين أكثر من 29 مرة خلال ثلاثة عقود فقط.