لانهيارات الأمم مراحل، ولارتقائها رحلة طويلة بوصلتها الرئيسية ومحور نجاحها، هو بناء الإنسان، بما يحمله ذلك من مفهوم واسع وشامل من تعليم وتنمية للمهارات والقدرات، وترسيخ لمفهوم الهوية الوطنية، وتثبيتاً لأركان جذورنا الحضارية، وكذا التربية على النشأة السوية، والفكر السليم الذى لا يعرف للغلو طريقاً، ولا للتطرف درباً، ولا للأفكار الشاذة مكانا لديه.
وإيمانًا من “اليوم السابع” بدوره التوعوى قبل الإخبارى، ورسالته المجتمعية التى حاولنا منذ انطلاقتنا الأولى ألا نحيد عنها، ولما كان العالم من حولنا ساحة لحروب الأفكار، لتظهر فى العالم والإقليم آفات وشرور لا ينكرها منصف، من ترويج غربي متعمد للمثلية الجنسية، وتنظيم احتفالات ومسيرات تروج لمثل تلك الأفكار المتزامنة مع تزايد مضطرد للإلحاد، والتطاول على المؤسسات الدينية والنيل من مكانتها، وهي أفكار شاذة، تواجهها أفكار أخرى متطرفة قائمة على تكفير الآخر بداية من الكلمة، وصولاً إلى الإقصاء والقتل باسم الدين، والدين منهم براء.. نطلق حملة شاملة لمواجهة “مثلث تدمير الشعوب”، وندعو من خلالها قادة الرأى ورجال الدين من الأزهر والكنيسة للمشاركة.
وندعو من خلال حملتنا جميع وسائل الإعلام ومنابر الفكر والأسرة المصرية وأولياء الأمور للمشاركة بفعالية.. فإذا ما كان لدى الأم والأب القدرة على التربية السليمة، والكيفية التي يحاورون بها أبناءهم بوعي، كان لدينا الأساس الصلب لمجتمع قادر على تحقيق أهداف لا لبس فيها: أسرة سوية، بأفكار سليمة، كفيلة بأن تكون نواة لمجتمع قوى راق واع، مهما كانت أفكار الغرب شاذة، ومهما كانت قيم العالم يشوبها الخلل.
“اليوم السابع” وإذ يطلق حملته، والتي تتزامن مع انطلاق العام الدراسي الجديد، وتتسق مع مبادرات الدولة المتعددة لبناء الإنسان ومن بينها “بداية” وأنشطة حياة كريمة وغيرها من المبادرات، يطرح أمام كل أب وأم، أسئلة واضحة ومباشرة: هل نترك أبناءنا مكشوفين أمام ثقافات الغرب دون وعي؟ هل نحن كآباء وأمهات مؤهلون بما يكفي للرد على أسئلتهم العفوية والمشروعة عن المثلية الجنسية، وما تروجه حتى أفلام الكارتون ؟ هل نحن كآباء لا نزال نعتز بلغتنا العربية وثقافتنا وموروثنا التاريخي والمعرفى، ونغرس تلك القيم في أبنائنا؟ هل نحن قادرون على تعليمهم الدين من منابعه السليمة وأصوله القويمة، هل نقدم للمجتمع نشأ هشا، غير قادر على مواجهة الفكر بالفكر، أم جيلاً قادراً على مواجهة مثلث هدم المجتمعات: الإلحاد، التطرف، الشذوذ.
نقلا عن اليوم السابع