في واقعة غريبة للغاية ربما لا تحدث إلا مرة كل مائة عام، قامت إحدى مؤسسات المجتمع المدني بالعثور على رفات الجندي المصري “فوزي محمد عبد المولى” بعد مرور نحو 57 عامًا على وفاته في حرب 67، في منطقة الحسنة بوسط سيناء، كما عثرت معه على بطاقته الشخصية وبعض متعلقاته، بعدما احتسبته أسرته من شهداء الحرب الذين انقطعت أخبارهم، لتمر عشرات السنوات حتى العثور على رفاته، وقررت الجهات المعنية في مصر إبلاغ أسرته وتسليم متعلقات نجلهم.
ولد فوزي، في 18 يناير 1945، وكان يبلغ من العمر 22 عامًا عندما استشهد خلال أحداث حرب 1967.
جنازة مهيبة بعد مرور 57 عامًا
هذا وقد قام الاهالي بتشييع رفات الشهيد فوزي في الإسكندرية أمس الخميس، والذي قد عثر على رفاته في سيناء مؤخرا بعد 57 عاما من فقدانه خلال عدوان 1967، وكانت جنازته ذات مراسم عسكرية مهيبة من مسجد سناني بمنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، وحضر تشييع الرفات وفد رسمي من وزارة الأوقاف ليدفن في مقابر العائلة بنفس المنطقة، عقب وصول رفاته من المستشفى العسكري بالسويس، وقد استقبل المشيعون الجثمان ملفوفا بعلم مصر بالزغاريد، فيما أطلق الجنود طلقات نارية تكريمًا للشهيد، وعزفت الموسيقى العسكرية.
الصدفة تقود الأسرة للوصول إلى البطل
ان من المفارقات العجيبة التي قادت المؤسسة لاكتشاف هوية الشهيد هي تلك الصورة التي قام بالاحتفاظ بها في جيبه والتي كانت لوالده وأقاربه ومن ضمنهم أخيه، الذي وقعت عين ابنه على الصورة ليتعرف على أبيه وسطهم، والتي قامت المؤسسة بنشرها، كما عثر بجانب رفات الجندي مجموعة من الصور لأشخاص يعتقد أنهم من أقاربه وأصدقائه، الوثائق التي وُجدت بجانبه أشارت إلى أنه كان ضمن الجنود الذين واجهوا الهجوم الإسرائيلي على سيناء في 5 يونيو 1967.
تحليل DNA يكشف تفاصيل الواقعة
أبلغت الجهات المعنية ابن شقيق الشهيد أن الجثمان موجود في مستشفى السويس العسكري، وطُلِب أحد أشقاء الشهيد لعمل تحليل DNA لمطابقته مع تحليل الجثمان، بعد نحو شهر، أكدت التحاليل تطابق العينة مع الرفات، وتم إبلاغهم بضرورة استلامها لدفنها في مقابر العائلة بعد جنازة عسكرية تليق بالشهيد.