تعمل مصر على إطلاق مشروع ضخم يهدف إلى تحويل مساحات شاسعة من الصحراء إلى أراض صالحة للحياة، بتكلفة إجمالية تقدر بـ 1.5 مليار جنيه إسترليني، وهذا المشروع الطموح يمثل نقلة نوعية في جهود الدولة، لتطوير المناطق الصحراوية واستغلال مواردها الطبيعية.
قناة السويس المصغرة
وتعتبر فكرة إنشاء «قناة السويس المصغرة» في مصر، التي تبلغ طولها حوالي 55 كيلومترًا، محور مشروع طموح تم طرحه مؤخرا.
وبحسب موقع «ديلي إكسبريس»، يهدف هذا المشروع إلى ربط البحر الأبيض المتوسط بمنخفض القطارة، وهي منطقة منخفضة وكبيرة في الصحراء الغربية المصرية.
توليد طاقة كهرومائية نظيفة
ومن خلال هذا المشروع، تسعى مصر إلى توجيه كميات كبيرة من المياه المالحة إلى منخفض القطارة، ما سيؤدي إلى توليد طاقة كهرومائية نظيفة نتيجة للاختلاف الشديد في مستوى سطح البحر بين المنطقتين.
ويتجاوز هذا المشروع الضخم حدود توليد الطاقة، حيث يأمل القائمون عليه في تحقيق أهداف متعددة، فبالإضافة إلى توليد الكهرباء، من المتوقع أن يساهم المشروع في تحسين الأوضاع المناخية في المنطقة المحيطة بمنخفض القطارة، ما يجعلها أكثر ملاءمة للزراعة والصناعة.
وأثارت هذه الفكرة جدلا واسعا بين الخبراء والجمهور، حيث يرى البعض أن فوائد المشروع تفوق مخاطره المحتملة، بينما يرى آخرون أن هناك مخاوف بيئية واقتصادية يجب أخذها بعين الاعتبار قبل البدء في تنفيذ المشروع.
أزمة الزيادة السكانية
تواجه مصر التي تضم أكثر من 113 مليون نسمة، تحديا ديموغرافيا كبيرا يتمثل في محدودية الأراضي الصالحة للحياة، حيث لا تتجاوز نسبتها 4% من إجمالي مساحة البلاد.
وهذا التفاوت الشديد في الكثافة السكانية مقارنة بدول أوروبية مثل سويسرا، التي لا يتجاوز عدد سكانها 8.7 مليون نسمة على مساحة مماثلة، يسلط الضوء على الضغوط التي تتعرض لها الموارد الطبيعية والبنية التحتية في مصر.