التخرج على «واحدة ونص» يحول الجامعات إلى ساحات رقص.. فرحة أم إهانة لساحات العلم؟

تغيرت طرق الاحتفال بالتخرج الجامعي بشكل جذري، حيث يتحول استلام الشهادات إلى لحظات من الرقص والاحتفال بالأغاني التي يختارها الطلاب للتعبير عن فرحتهم. ومن بين هؤلاء، الطالبة شادن مصطفى صابر، خريجة كلية الآداب بجامعة القاهرة، التي لم تكن تتوقع أن تكون محط أنظار الجميع عند صعودها إلى المسرح لاستلام شهادتها، مما جعلها تتعرض لانتقادات واسعة، لتصبح حديث السوشيال ميديا، بملامحها الجميلة وتألقها اللافت، استطاعت شادن، الفتاة النوبية في العشرين من عمرها، أن تسرق الأضواء بفضل احتفالها بتخرجها على الطريقة النوبية الأصيلة. فقد صعدت إلى المسرح مرتدية فستانًا أزرقًا مع روب التخرج، وهي تتمايل وترقص بفرح عفوي على أنغام أغنية “عسل سكر انت”.

لكن سرعان ما تحولت تلك السعادة والفرحة إلى هجوم غير متوقع من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءلوا: “كيف يمكن أن يحدث هذا الرقص في الحرم الجامعي؟”، “من هو المسؤول عن هذه الحفلة؟”، “ما هذا الفستان؟”.

الفتاة النوبية: لم أتوقع ما حدث

وفي تعليقها على تلك الأحداث، خرجت شادن مصطفى صابر، خريجة كلية الآداب بجامعة القاهرة، عن صمتها لتوضيح الأمر. وأكدت أن الاحتفال كان بسيطًا وخاصًا للغاية، حيث اقتصر على الطلاب وأهاليهم ومنظمي الحفل فقط، مشددة على أن الحفل أقيم خارج الحرم الجامعي ولم يحضره أي من أساتذة الجامعة.

وأضافت شادن في حديثها مع “الطريق” أنها لم تكن تخطط للاحتفال بالطريقة النوبية، ولكنها خلال الحفل، وقبل صعودها إلى المسرح، طلبت من المنظمين تشغيل أغنية “عسل سكر إنت” لتحتفل بطريقتها وثقافتها الخاصة.

واصلت الفتاة في العشرين من عمرها حديثها، حيث أفادت أنه أثناء عودتها إلى المنزل، تفاجأت بتلقي مكالمات هاتفية من صديقاتها يخبرنها بأن فيديو تخرجها حقق عددًا هائلًا من المشاهدات وأصبح حديث السوشيال ميديا. وأعربت عن استغرابها من هذا الأمر، قائلة: “كنت أحاول استيعاب الموقف الصادم، لأن هذا يعتبر أمرًا عاديًا بالنسبة لنا وطريقتنا في الاحتفال”.

كما أوضحت خريجة كلية الآداب بجامعة القاهرة أن أهالي النوبة يتميزون بأسلوبهم الفريد في الاحتفال، مما يميزهم عن الآخرين.

وفيما يتعلق بالتعليقات السلبية التي تعرضت لها الفتاة النوبية على منصات السوشيال ميديا، أكدت أنها اتخذت بعض الإجراءات القانونية ضد هؤلاء.

مفيش حكم على الطلاب خارج الحرم الجامعي

لا يوجد حكم على الطلاب خارج الحرم الجامعي. كما كان للأزهر رأي، كان للجامعات الأهلية أيضًا موقف حاسم تجاه فكرة الرقص أثناء استلام شهادات التخرج. حيث صرح الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، بأن هذه الأفعال لا تليق بطلاب الحرم الجامعي ولا ينبغي القيام بها أو اعتبارها مقبولة.

وأكد الشناوي في تصريحات خاصة لـ”الطريق” أنه بصفته رئيس جامعة، لا يمكنه التحكم في تصرفات الطلاب خارج حدود الحرم الجامعي، خاصة أن احتفالات التخرج التي تتضمن الرقص لا تتم تحت رعاية الجامعة.

وأضاف رئيس الجامعة الأهلية أن الترفيه أمر ضروري، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار العديد من العوامل والاعتبارات، لأن هؤلاء الطلاب يمثلون جيل المستقبل، ومن المهم أن يكون سلوكهم مقبولًا ويحافظ على تقاليدنا الشرقية.