تعد اللغة العربية واحدة من ابرز اللغات العالمية وأكثرها تاثيرا حيث تصنف ضمن اللغات الرسمية للامم المتحدة وذلك نظرا لأهميتها الثقافية والتاريخية الكبيرة ويتحدث بها يوميا أكثر من 400 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم، ما يجعلها واحدة من اكثر اللغات انتشارا واستخداما وتنتشر اللغة العربية بشكل رئيسي في المنطقة العربية، ولكن تأثيرها يمتد إلى مناطق مجاورة عديدة نظرا لدورها الحيوي في مختلف جوانب الحياة الثقافية والدينية والسياسية.
اللغة العربية: لغة الدين والثقافة
اللغة العربية تتمتع بمكانة خاصة في العالم الإسلامي إذ أنها لغة القران الكريم والكتاب المقدس للمسلمين ولا يمكن أداء العديد من العبادات والشعائر الدينية إلا باتقان بعض من مفرداتها كما أنها ليست مقتصرة على الإسلام فقط فهي أيضا لغة طقوسية للعديد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية وهذا الدور الديني الذي تلعبه اللغة العربية يجعلها جزءا لا يتجزأ من الهوية الدينية للمسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط.
العربية والتنوع الثقافي
تمثل اللغة العربية نافذة على ثقافة متنوعة تمتد عبر قرون من التاريخ وهي ليست مجرد وسيلة للتواصل بل هي وسيلة للإبداع الأدبي والفني والفكري في مختلف أشكالها سواء الفصحى أو العامية استطاعت العربية أن تُنتج تراثا زاخرا بالاداب والفنون بما في ذلك الشعر والفلسفة،اولنثر والموسيقى كما أن الخط العربي يعتبر من الفنون الجمالية التي تزين بها المساجد والمباني في العالم الإسلامي.
تأثير اللغة العربية على اللغات الأخرى
العربية لم تكن محصورة داخل حدود العالم العربي فقط بل أثرت بشكل كبير على العديد من اللغات الأخرى مثل التركية، الفارسية، الكردية، الأوردية، وحتى بعض اللغات الأوروبية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية. وقد نقلت عبرها العديد من المعارف العلمية والفلسفية من الحضارات اليونانية والرومانية إلى أوروبا خلال العصور الوسطى، لتلعب دورا رئيسيا في عصر النهضة الأوروبية.
اللغة العربية والحوار بين الثقافات
تعتبر العربية جسرا للحوار الثقافي بين الشرق والغرب خاصة خلال فترة ازدهار طريق الحرير إذ ساهمت في التبادل المعرفي والتجاري بين الشعوب على طول هذا الطريق ما ساعد في نشر المعرفة وتعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة.