اعتادت بعض النساء على تفتيش التليفون المحمول الخاص بزوجها، واعتاد أيضًا بعض الرجال على الاقدام على هذا الفعل، سواء بالبحث في الصور أو المحادثات التي تم إجرائها مع أشخاص آخرين، كما يتم الدخول على الحسابات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، للاطلاع على المنشورات والأصدقاء، ومع انتشار التقدم التكنولوجي، بات الدخول على حسابات الآخرين أمرًا ليس صعبًا، لذلك فقد تسائل العديد من الأزواج والزوجات، عن الحكم الشرعي في بحث الزوجة في هاتف زوجها والعكس، والتعرف على محتويات الرسائل والصور وغيرها من الأمور التي تخص صاحب الهاتف، وهل هذا يدخل في باب التجسس، أم من حق الزوجين الاطلاع على محتويات الهاتف من باب الحذر، وقد أجابت دار الافتاء على هذه التساؤلات، وهذا ما سوف نوضحه خلال السطور التالية.
حكم تفتيش المرأة في هاتف زوجها والعكس
قد تطلب الزوجة من زوجها فتح هاتفه للتفتيش في محتوياته من الرسائل والصور والأصدقاء وغيرها، كما تحاول أخريات بفتحه دون علم الزوج، وكذلك يفعل بعض الرجال، ولكن هل هذا الفعل مشروع أم أنه محذور وفق أحكام الشريعة، وقد أجابت دار الافتاء على هذا التساؤل، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، من خلال فيديو تم بثه أكد خلاله الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، أنه ليس من حق الزوجة أو الزوج التفتيش في محتويات الهاتف الخاص بالطرف الآخر، حيث تعد تلك المحتويات من الأمور الشخصية، ومن المفترض أن العلاقة بين الزوج والزوجة مبنية على الثقة، فطالما أن الزوجة محترمة والزوج خلوق، فلما التفتيش والمتابعة، مضيفًا أن التفتيش يؤدي لشكوك بين الطرفين، والتي إذا ترسخت بين الزوجين فالحياة بينهما تكون صعبة، وتنشب الخلافات بينهم، ناصحًا الجميع بالتحلي بحسن الظن.
الأدلة على الحكم من الكتاب والسنة
في فتوى سابقة لدار الافتاء المصرية، فقد تم ذكر الأدلة الشرعية على حكم عدم جواز تفتيش الزوجة أو الزوج للهواتف الشخصية، وكذلك الأمر بتفتيش أي فرد في هاتف الآخر دون إذن منه، حيث جاء الدليل في القرآن الكريم في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ، وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}، [الحجرات – أية: 12]، أما من السنة فالدليل في قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الشريف: «إِيّاكُم وَالظّنّ؛ فَإِنّ الظّنّ أَكذَبُ الحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسّسُوا، وَلاَ تَجَسّسُوا، وَلاَ تَنَافَسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخوَاناً».