يوضع سره في أصغر خلقه .. لن تصدق من هو أقوي حيوان علي وجه الأرض طوله أقل من مليمتر ووزنه لا يذكر .. يعيش في هذه الأماكن

أصبحت فكرة إرسال الكائن الحي المجهري المعروف بـ”بطيء المشية” إلى كوكب المريخ قبل البشر فكرة جدية بعد أن أظهرت الأبحاث قدرته على التحمل في درجات حرارة تصل إلى 150 درجة، بالإضافة إلى صموده أمام درجات حرارة تقل عن 270 درجة تحت الصفر كما تم إثبات قدرته على تحمل الضغط في أعالي الجبال وقاع المحيطات واستخدامه لأقل من واحد في المئة من المياه التي يحتاجها جسمه للتكيف مع فترات الجفاف الطويلة والمتكررة.

“التارديغرادا” المعروف أيضا بدب الماء أو بطيء الحركة، هو كائن مجهرى يبلغ طوله في العادة نصف مليمتر تقريبا يتميز بثماني أرجل تنتهي كل واحدة منها بمخالب يمكنه العيش في البيئات البرية والبحرية، بالإضافة إلى المناطق القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي ويتغذى على الأعشاب والبكتيريا أو اللحوم.

تؤكد الدراسة الجديدة التي قام بإعدادها فريق من الباحثين من جامعتي “أكسفورد” البريطانية و”هارفارد” الأمريكية على نتائج العديد من الدراسات السابقة حول قدرة هذا الحيوان المدهشة على التكيف مع الظواهر المناخية القاسية، مثل درجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة وأشعة الشمس الضارة، بالإضافة إلى قدرتها على مواجهة الكوارث الطبيعية والكونية من أجل البقاء.

تخلص الدراسة الحديثة عن دب الماء أو حيوان “التارديغرادا” المجهري إلى قدرته على تحمل درجات حرارة تصل إلى مائة وخمسين درجة مئوية، وأثناء فترات الجفاف الطويلة يتمكن دب الماء من العيش من خلال الاعتماد على كميات من الماء لا تتجاوز واحد في المائة مما يحتاجه جسمه بل يستطيع في حال تفاقم فترات الجفاف واستمرارها لفترة طويلة، الاكتفاء بنسبة 0.1% فقط من كمية المياه التي يحتاجها في الأوقات العادية.

من ناحية أخرى يستطيع دب الماء التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة لفترات طويلة فقد وجدت عينة من هذا الكائن حية في كتلة من الجليد المجمد لمدة عشر سنوات في منطقة القارة القطبية الجنوبية، وفي عام 2007 تم نقل عينة من أفراده إلى الفضاء بواسطة مركبة فضائية روسية، وأظهرت التجارب التي أجريت عليها أنها قادرة على البقاء حية والتكاثر في الفضاء دون الحاجة إلى أجهزة لتحميها من الأشعة فوق البنفسجية أو الإشعاعات الأخرى المميتة لبقية الحيوانات أو البشر، كما أنه قادر على التكيف مع درجات الضغط العالية جدا في أعماق المحيطات والبحار أو في أعالي الجبال.

يمتلك الباحثون اليوم فرضية تفيد بأن دب الماء قادر على البقاء حيا حتى بعد اختفاء الشمس وفي انتظار دعم هذه الفرضية بأدلة قوية، تكثف الفرق البحثية المعنية بهذا الكائن الذي قد يصل طوله إلى مليمتر واحد جهودها في عدة مجالات، مثل قدرته على الدخول في سبات طويل لتفادي حالات التسمم القاتلة، وكذلك إمكانية بقائه حيا على كوكب المريخ إذا أرسل هناك في العقود القادمة في السنوات الأخيرة، توسع نطاق الأبحاث المتعلقة بإمكانية استفادة الإنسان من مورثات دب الماء وجهازه المناعي في مجالات متعددة وخاصة في المجال الطبي.