تمكنت بعثة من علماء الآثار في مصر من حل لغز “لعبة لوحية” كانت مشهورة في عهد الفراعنة، والتي أثارت تساؤلات عديدة على مدار سنوات وأفادت صحيفة “ذا إكسبريس” البريطانية بأن العلماء تمكنوا من فك طلاسم لعبة “الصيد وابن آوى” بفضل منحوتات صخرية قديمة، حيث اتضح أن أصلها يعود إلى أذربيجان ومحيطها، وقدرت البعثة عمر النسخة الصخرية المكتشفة بحوالي 2000 عام قبل الميلاد.
تعتبر هذه اللعبة وسيلة تواصل ثقافي بين الشعوب القديمة، وقد نالت شعبية واسعة في العالم القديم، بما في ذلك مصر وبلاد ما بين النهرين وسوريا وإيران والأناضول وكان علماء الآثار قد عثروا على نحو 70 قطعة من هذه اللعبة في مواقع مختلفة، حيث وُجد أقدمها في قبر مسؤول حكومي مصري توفي بين عامي 2064 و1952 قبل الميلاد.
تعتمد اللعبة على 48 فتحة خشبية، ويشارك فيها لاعبان يحركان قطعهم بهدف “قتل الصياد”، مما يجعلها مشابهة للشطرنج ولكن مع اختلاف في التشكيل، حيث يمتلك كل لاعب صيادًا واحدًا وقطعًا طويلة على شكل ابن آوى تحتوي اللوحة أيضًا على خطين متوازيين من 10 ثقوب وقوس يتكون من 38 حفرة.
وشهدت هذه اللعبة العديد من التغيرات خلال الفترة الانتقالية بين العصرين البرونزي والحديدي، والتي امتدت من حوالي 3300 ق.م إلى 1200 ق.م في مناطق الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا هذا الاكتشاف يعكس تطور الألعاب اللوحية عبر العصور، ويعزز فهمنا للعلاقات الثقافية والتجارية بين الحضارات القديمة.
كما أن هذا اللغز لم يكن مجرد لعبة، بل كان يعكس أيضًا البعد الاجتماعي والثقافي للحضارات القديمة، حيث كانت الألعاب اللوحية تمثل وسيلة للتفاعل والتنافس، مما يعزز الروابط الاجتماعية من المتوقع أن تساهم هذه الاكتشافات في إجراء المزيد من الأبحاث حول الألعاب التقليدية وأهميتها في التاريخ الإنساني.