في عالم الآثار غالبًا ما تثير الاكتشافات الجديدة الدهشة والإعجاب، ولكن ما حدث مؤخرًا يعد بحق حدثًا فريدًا وتم العثور على أكبر مدينة في العالم تُعرف باسم “المدينة الذهبية” التي تضم مئات الأطنان من الذهب الخالص ، وهذه المدينة التي لم يكن لها ذكر في التاريخ المعاصر تقع في دولة ربما لم تسمع عنها من قبل مما يزيد من غموضها وإثارتها ، وإن اكتشاف هذه المدينة يفتح آفاقًا جديدة لفهم الحضارات القديمة ويعيد كتابة فصول التاريخ من منظور مختلف ، فما هي قصة هذه المدينة الذهبية؟ وما الأسرار التي تحملها بين جدرانها؟ دعونا نستكشف معًا هذا الاكتشاف المذهل.
اكتشاف أثري مذهل
أعلن الدكتور زاهي حواس عن أعظم وأكبر الاكتشافات الأثرية في التاريخ الحديث وهى “المدينة الذهبية” المفقودة والمعروفة باسم “صعود آتون” التي تم العثور عليها في مدينة الأقصر بمصر ، وتقع هذه المدينة تحت الرمال ويعود تاريخها إلى الملك توت عنخ آمون منذ أكثر من 3000 عام ، ويُعتقد أن المدينة بها كنوز أثرية لا تُحصى مما يجعلها نقطة هامة في فهمنا للحضارة المصرية القديمة.
أصل هذا الاكتشاف وأهميته
تأسست “المدينة الذهبية” في عهد الملك أمنحتب الثالث الذي يُعتبر أحد أعظم حكام مصر القديمة ، ويُذكر أن أمنحتب الثالث هو الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشرة وقد حكم مع ابنه أمنحتب الرابع (إخناتون) خلال السنوات الأخيرة من حكمه، ويُعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة في علم الآثار حيث يُعد من أبرز الاكتشافات منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
تفاصيل الاكتشاف والنتائج المثيرة حوله
وفقًا للدكتور زاهي حواس تُعد “المدينة الذهبية” أكبر مدينة صناعية تم اكتشافها في مصر القديمة وتحتوي المدينة على منازل بارتفاع جدران يصل إلى ثلاثة أمتار إضافة إلى تشكيلات من الطوب اللبن ، وتم العثور على أحياء مكتملة تحتوي على جدران وغرف مليئة بالأدوات المنزلية مما يُظهر الحياة اليومية المفعمة بالنشاط في تلك الفترة ، وسعى فريق التنقيب إلى تحديد تاريخ المدينة بدقة خاصة بعد العثور على نقوش هيروغليفية تشير إلى مراجع تاريخية مهمة تتكون المدينة من ثلاث قصور ملكية تتبع الملك أمنحتب الثالث ، وخلال 17 عملية تنقيب تم اكتشاف مناطق تحتوي على طوب لبني يحمل أختام خرطوشية للملك بالإضافة إلى الأواني الفخارية المستخدمة في الطعام ، ويُعتبر هذا الاكتشاف كنزًا أثريًا فريدًا من شأنه أن يُحدث تغييرًا كبيرًا في فهمنا لتاريخ مصر القديمة.
تأثير هذا الاكتشاف العالمي
من المتوقع أن يجذب هذا الاكتشاف الرائع الانتباه والاهتمام من جميع أنحاء العالم مما يعزز مكانة مصر في مجال الاكتشافات الأثرية ويؤكد دورها كمركز للحضارة الإنسانية ، و”المدينة الذهبية” ليست مجرد اكتشاف أثري بل تفتح نافذة جديدة على الماضي المجيد لمصر القديمة وتساعدنا على فهم عظمة تلك الحضارة بشكل أفضل وما الذي ينتظرنا في هذه المدينة المدهشة؟ سيتطلب الأمر المزيد من الأبحاث والتنقيبات لكشف أسرارها وكنوزها المخبأة.