هل لاحظ أحدكم أن اسمه مكتوب في بطاقة الرقم القومي على سطرين وليس سطرا واحدا؟.. بالطبع جميعنا لاحظ ذلك دون أن يخطر ببالنا أن نعرف السبب وراء ذلك، ففي بطاقة الرقم القومي يتم كتابة الاسم الأول منفردًا في سطر، ويتبعه باقي الاسم في السطر الثاني، وفي هذا المقال سوف نتعرف على السبب.
لماذا يكتب الاسم في بطاقة الرقم القومي على سطرين بدلًا من سطر واحد؟
جدير بالذكر أن هذا التقليد له جذوره في عادة تسمية الأفراد بأسماء مركبة حتى فترة زمنية ليست ببعيدة، حيث كان الشخص يحمل اسمين كاسم واحد، مثل “نجيب محفوظ” أو “مصطفى كامل”، لذا يتم وضع اسمه سواءً كان مفردا أو مركبا في سطر لوحده حتى لا يظن أحد أن الاسم الثاني المركب هو اسم الوالد وليس جزءا من اسمه.
الأسماء المركبة: تقليد تاريخي
يرجع تاريخ الأسماء المركبة في مصر إلى العصر المملوكي والتركي، فقد كان وجهاء وأمراء المماليك غالبًا ما يُشترون من الأسواق كعبيد في صغرهم، لذا كانوا يتسمون بأسماء مركبة وينتسبون إلى أنفسهم ثم إلى مالكهم، وبمرور الوقت، أصبحت الطبقات الأدنى من المصريين تتبنى هذا النمط في التسمية، مما أدى إلى انتشار الأسماء المركبة.
الانتساب للأب وليس للقبيلة أو العائلة
في دول الخليج وخاصة السعودية يتم انتساب الأفراد إلى القبيلة بخلاف مصر فيتم انتساب إلى أسماء الآباء، وهذا النظام يعكس الطبيعة الزراعية والمدنية للمجتمع المصري، حيث تُعطى الأولوية للانصهار والتمازج الثقافي على نظام القبائل.
تأثير الاحتلال البريطاني والتحولات الاجتماعية
لم يؤثر الاحتلال البريطاني على عادات المصريين، بل استمرت بعض التقاليد مثل تسجيل الأسماء المركبة، ومع ذلك، مع تطور مصر إلى مجتمع مدني، بدأت المدن في تبني قوانين تعكس طابع المجتمع الصناعي حيث تُعطى الأولوية للوظائف والمهن في تحديد الهوية الاجتماعية.