صرح محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بأن النظام التعليمي الجديد للمرحلة الثانوية العامة، يشهد تحولات ضخمة تسعى إلى الارتقاء بمستوى التعليم، وفرض المزيد من الانضباط داخل المدارس، ويهدف هذا النظام إلى تحقيق تكامل شامل بين مختلف جوانب المنهج الدراسي، مع التركيز بقدر كبير على غرس القيم والأخلاقيات إلى جانب المعارف الأكاديمية، وتتمثل هذه التحولات، في تقسيم المرحلة الثانوية العامة، وإدخال مواد دراسية جديدة، تُحسب ضمن المجموع، بالإضافة إلى تطوير أساليب التقييم.
5 مواد أساسية لطلاب الثالث الثانوي
أوضح الوزير أن طالب الصف الثالث الثانوي سيدرس 5 مواد أساسية فقط، مع استبعاد اللغة الثانية من حساب المجموع، ما يساهم في تخفيف العبء الأكاديمي الواقع على عاتق الطلاب.
وأضاف أن مادة التربية الدينية ستبقى ضمن المناهج الدراسية، لكن سيتم تطويرها لتكون مادة محورية، تركز على تعليم القيم والأخلاق الحميدة، وذلك بعد التشاور مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية.
وكشف عن إجراء امتحان موحد على مستوى الجمهورية في هذه المادة، بهدف تعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية لدى الطلاب.
نظام أعمال السنة
أكد «عبد اللطيف» أن النظام التعليمي الجديد يعتمد بشكل أساسي على نظام «أعمال السنة»، كأحد أهم عناصر تقييم الطلاب.
ويتضمن هذا النظام، تقييمات مستمرة على مدار العام، مثل الواجبات المنزلية، الاختبارات القصيرة، وحضور الطالب للدروس، مشيرا إلى أن الدراسات التي أجريت في مركز البحوث المصري، أثبتت أن نظام أعمال السنة يساهم بشكل فعال في زيادة الانضباط بين الطلاب، ويشجعهم على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية.
النظام التعليمي الجديد
يعتبر اعتماد نظام أعمال السنة، نقلة نوعية في تطوير المنظومة التعليمية في مصر، فبدلا من الاعتماد على امتحان نهائي واحد لتقييم الطالب، يتيح هذا النظام تقييما شاملا ودقيقا لأداء الطالب على مدار العام الدراسي بأكمله.
ويشمل هذا التقييم حضور الطالب المنتظم، وتسليمه للواجبات الموكلة إليه بانتظام، ومشاركته الفعالة في الاختبارات القصيرة التي تجرى أسبوعيا.
ويساهم نظام أعمال السنة في خلق بيئة تعليمية أكثر حيوية وتفاعلية، حيث يتم تشجيع الطالب على المشاركة المستمرة في العملية التعليمية، ما يعزز من فهمه للمادة الدراسية، ويحسن من أدائه العام.
تطوير شامل لمنظومة التعليم في مصر
في إطار سعيها لتحقيق تطوير شامل للعملية التعليمية، أكدت وزارة التربية والتعليم، أهمية تعزيز مشاركة أولياء الأمور والمعلمين في صناعة القرارات التربوية.
ومن خلال تطبيق نظام أعمال السنة، تسعى الوزارة إلى إشراك أولياء الأمور بشكل أكبر في متابعة أداء أبنائهم، وتزويد المعلمين بمعلومات دقيقة حول مستوى تحصيل الطلاب، ما يمكنهم من تقديم الدعم اللازم لهم.
وتتطلع الوزارة إلى تحقيق نقلة نوعية في النظام التعليمي المصري، تتميز بجودة عالية وانضباط أكبر، وتحقق الأهداف التعليمية المنشودة بشكل أكثر فعالية.
هيكلة مناهج الثانوية العامة
أشار الوزير إلى أن نظام الثانوية العامة السابق كان يفرض على الطلاب دراسة 32 مادة دراسية خلال 3 سنوات، ما كان يجعل من الصعب على المعلمين تخصيص الوقت الكافي لشرح المواد الأساسية بصورة مفصلة وعميقة داخل الفصول الدراسية.
وسعت الوزارة إلى إعادة هيكلة المنهج الدراسي وتنظيمه بطريقة تتيح للطلاب دراسة جميع المواد بشكل مبسط وواضح، موزعة على مراحل دراسية مختلفة، ما يساهم في تحسين مستوى الفهم والاستيعاب لديهم.
ووجه الوزير رسالة طمأنينة إلى أولياء الأمور، مؤكدا لهم جودة التعليم الذي تقدمه المدارس المصرية، وأنه يمكنهم الاطمئنان على أبنائهم وإرسالهم إلى المدارس دون قلق، مشيدا بالكفاءة والمهارة العالية التي يتمتع بها المعلمون المصريون، مؤكدا دورهم المحوري في بناء أجيال المستقبل.