لقد نصحنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بوضع اليد على الفم عند التثاؤب لأسباب دينية وصحية وأدبية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه فإن الشيطان يدخل” (رواه مسلم).
لماذا نصحنا النبي بوضع اليد على الفم عند التثاؤب؟
أولا، من الناحية الدينية يحمل هذا التوجيه أبعادا تتعلق بالحفاظ على أدب المسلم وسلوكه الحسن، فالتثاؤب يعتبر مظهرا من مظاهر الكسل والخمول، وهو سلوك غير محمود في الإسلام لأنه ينسب إلى الشيطان الذي يحاول إشاعة الكسل والتراخي بين الناس، بالتالي يعد وضع اليد على الفم نوعا من الوقاية من تأثير الشيطان، كما يحافظ على الوقار في مواقف العبادة أو في تفاعلنا مع الآخرين.
ثانيا من الناحية الصحية فإن التثاؤب بدون تغطية الفم قد يتسبب في نشر الجراثيم والفيروسات، خاصة في الأماكن المغلقة أو العامة، وفي ظل الظروف الصحية الحديثة، يتضح أن هذا التوجيه النبوي يسبق الزمن في التشجيع على الحفاظ على صحة المجتمع وتقليل انتشار الأمراض.
ثالثا يعزز هذا التوجيه الآداب الاجتماعية، فتحريك الفم بشكل كبير أثناء التثاؤب قد يبدو غير لائق أمام الآخرين! لذلك فإن تغطيته يعكس الذوق السليم والاحترام للآخرين.
بهذا الشكل، يتضح أن نصيحة النبي بوضع اليد على الفم عند التثاؤب تحمل دلالات تجمع بين الدين، الصحة، والأدب، مما يظهر شمولية تعاليم الإسلام في تنظيم حياة المسلم في جميع جوانبها.